هما ضالة هجوم المنتخب
ان كان هناك من مهاجمين واعدين ومن صغار السن ظهرا بشكل لافت في الجولتين الماضتين من دوري زين ويعول عليهما في الكرة السعودية في القادم من المسابقات فلا حديث ظاهر في الملعب الا وبطلاه النجم الاتحادي الطائر فهد المولد ومهاجم النصرالزئبقي سعود حمود وفيما عداهما الكل يبحث عن مستواه من المهاجمين القدماء. والمولد وحمود قد يكونان هما ضالة هجوم المنتخب الأول في القادم من المسابقات إذا استمرا محافظان على مستوياتهما وعلى ثقافة عالية في الاهتمام بنفسيهما كلاعبين محترفين باتا تحت انظار الجماهير. واللاعبان وهما الامل لاحياء خط الهجوم السعودي بعد ان يئست الجماهير من عودة المهاجمين القدماء إلى مستوياتهم مطالبان باثبات تألقهما اكثر واكثر ايضا من اي وقت مضى والا يكونا ممن يسطع نجمهما بسرعة وسرعان ما يخفت بسرعة والانضباطية في التدريب والغذاء والبيئة الادارية الصحية هي خير من يبقي اللاعب في حالة حضور فني وعقلي متوقد. ومن ينتظر من ياسر القحطاني وسعد الحارثي ومالك معاذ وهم ابرز ثلاثة مهاجمين مروا على الكره السعودية في العشر سنوات الاخيره من ينتظر منهم العودة إلى مستوياتهم السابقة سواءا من ادارات انديتهم او المنتخبات كمن ينتظراعجاز نخل خاوية ان تثمر من جديد. واللاعبون الثلاثة منهم من اصيب وخوفته اصابتة كسعد الحارثي ومنهم اهمل واهمل كمالك معاذ ومنهم من استغلت ضده احداث غير جيدة تورط فيها ومن داخل ناديه كان لها تأثير سلبي على مستواه. ورغم ان الثلاثي جرب اللعب بعيدا عن انديتهم وفي اندية اخري اما بالاعارة كحالة معاذ للنصر وياسر للعين او الانتقال كحالة سعد الا انه يمكن القول ان اقلهم سوءا في ظروف مختلفة هو ياسر مع فشل واضح لسعد ومالك في اثبات الوجود من جديد. وقد نتفهم تراجع مستوى مهاجمين قدماء في الملاعب السعودية في عصر الهواة لاعتبارات منها ان تركيز اللاعب على وظيفته في عمله ومصدر رزقه ويمارس الكورة كهواية وليس على استعداد للمجازفة لخسارة مصدر رزقة. لكن في عصر الاحتراف ونحن نرى ثلاثة من ابرز نجوم الهجوم السعوديين (سعد ومالك وياسر) على سبيل المثال لا الحصر وقد تراجع وهجهم في السنوات الاخيرة. واستشهد بالنجوم الثلاثة كمثال لشهرتهم الواسعة واقرب للذاكرة من الاستشهاد بمهاجمين سبقوهم في انحدار المستوى وصولا إلى تلاشيه والابتعاد عن الكورة أو انهم بلغوا حدا وضعهم في خانة غير الصالحين لاداء الادوار الفنية في الملعب. يبقى القول انه من الواضح مع عدم استبعاد الظروف النفسية التي مربها سعد ومالك وياسر ان ضعف البناء الثقافي الاحترافي للاعب الذي يتصرف في حياته اليومية بعقلية الهاوي له علاقة كبيرة بتراجع المستوى فلا نظام غذائي ولا انضباطية في اوقات التمارين والمحافظة عليها كجزء من تطوير أدائه وتفرغه الكامل لاداء دوره في الملعب و قد يكون من الاسباب ضعف التأهيل الثقافي والنفسي للاعب بحيث يكون قادرا على التكيف الطبيعي مع الشهرة السريعة والهالة الاعلامية المحيطة به وهنا تدخل عوامل متشابكة اهمها ثقافة اللاعب واحترافية العمل الاداري. والطامة الكبري إذا اجتمع الجهلان من اللاعب والادارة وضعف الاثنين معا يبقى اللاعب في مهب الريح وفي بيئة عمل سيئة مما يجعله عرضة إلى دوامة مستمرة ترهق فكره وبالتالي يقل عطاؤه وتركيزه في الملاعب.