2012-05-31 | 08:15 مقالات

فيصل (يلعب سياسة)

مشاركة الخبر      

لا أميل إلى قول الزميل فهد الطخيم إن الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر (طيباً) في تعاملاته مع الوسط الرياضي الذي يحتاج إلى الدهاء والخبث إذا تطلب الموقف ذلك حسب رأي الطخيم. والأمير فيصل ليس حالة خاصة فهو ضمن تركيبة بيئة رياضية بسلبياتها وإيجابيتها، وسلوك فيصل إبان دخوله للوسط الرياضي من البوابة النصراوية يؤشر إلى أنه يعرف مفاتيح اللعبة وسكيولوجية الجماهير. وتكريمه للنجم الأسطوري ماجد عبدالله بإقامة حفل اعتزال له فتح له قلوب الجماهير التي ثمّنت خطوته وبات في نظرها بطلاً وأملاً، وتعاظمت شعبيته بشكل غير مسبوق في فترة زمنية قصيرة جداً. وقادته شعبيته للرئاسة وبدأ خطواته بتجديد الفريق فانهالت عليه قصائد المديح والألقاب وانتظرت الجماهير عودة البطولات وهو الذي لم يحدث طيلة ثلاثة مواسم وتراجعت شعبيته مع الوقت حتى بلغت أدنى مستوياتها. ومع تكرار الإخفاقات ارتفعت الأصوات مطالبة برحيله، وفي كل مرة يعلن عن أنه باقٍ في منصبه حتى نهاية فترته، آخرها قبل أيام في الاجتماع المصغر الذي عقد في منزل نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير طلال بن بدر. ويواجه الأمير فيصل أصعب اللحظات في تاريخه الرئاسي دون إنجاز كروي يشفع له ويمتص الغضبة الجماهيرية المتصاعدة ويعزز أيضاً تطلعاته في رئاسة النادي لفترة ثانية. وفي ظل وضع محتدم والمواسم تمر تباعاً بلا حصاد، وأيامه في الرئاسة دخلت ربعها الأخير وهو الذي اجتهد وصرف الملايين ولايزال (يعتقد) أنه بنى فريقاً يريد أن يرى نتائجه وهو على سدة الرئاسة. والنتائج قد لا تظهر قريباً وليس في يده أية ورقة قد تكون رابحة للفوز بفترة ثانية غير ورقة الديون ولا مانع -كما يبدو- أن تكون ضمن أوراق اللعبة في الانتخابات المقبلة. ويعزز اتجاه من هذا النوع لاستخدام الديون كورقة انتخابية بقاء وعده مفتوحاً بتسديد مبلغ 20 مليون ريال الذي وعد به أعضاء الشرف ضمن مشروع خطة لتسديد ديون النصر المتراكمة البالغة 33 مليون ريال. ويؤشر بقاء الملف مفتوحاً إلى أن هناك ثمة شيئاً في رأس الأمير من أن الموسم المقبل ليس مضمون النتائج وأن إبقاء ملف الديون مفتوح هو خيار لاستخدامه في المراهنة على الفوز بولاية ثانية. ولو كان تسديد الديون يقع في صدارة اهتمام الأمير فيصل لأمكن معالجته لكن على الأرجح أن له في الديون (مآرب أخرى). وقد تكون هذه المآرب (ربّما) أن الأمير فيصل يلعب سياسة بالمماطلة ورمي الوعود في الهواء لكسب الوقت للوصول إلى النقطة المستهدفة بوضع الآخرين الراغبين للترشح لرئاسة النادي أمام خيارات صعبة بمعنى اللعب على سياسة حافة الهاوية. وفي مثل هذه الحالة (ربّما) يعتقد أن هناك من سيتهيب للإقدام على مغامرة رئاسة نادٍ يرزح تحت طائلة الديون ويبدو أن فيصل في ظل الأوضاع الشرفية الحالية (مقتنع) أن لا أحد غيره قادر على إطفاء الديون وأن المصلحة (الشخصية) إبقاء الوضع على حاله إلى يوم فتح ملفات الترشح. يبقى القول أن المقال بني على مؤشرات تقود إلى تصور سيناريو من هذا النوع من أن ملف الديون سيبقى مفتوحاً إلى حين لغرض سيأتي له حين وفي ذلك مجازفة غير محسوبة العواقب. والعمل الصائب المسارعة في تسديد الديون وإعادة ترتيب منظومة العمل على أسس تقود للنجاح وفق بناء صلب لا هشاشة فيه وقد دفع الكيان ما يكفي ثمناً لهشاشة الأعمال. وتبقى إشار إذا كان هناك من يراهن على الوقت فقد راهنت الجماهير على كل الأوقات التي مضت دون أن تلمس إصلاحاً فعليّاً، بل ويئست من حدوثه قياساً على ما مضى من اجتهادات متكررة في كل موسم. وخيارات (التغيير) أمام كبار النصراويين (مفتوحة) وليست معادلات جبرية وملف الديون يجب أن يغلق وإن بقي مفتوحاً ستبقى الجروح مفتوحة والعلاج بالترقيع أثبت فشله.