2012-05-27 | 07:58 مقالات

أين (حملة الاحترام)؟

مشاركة الخبر      

من يتذكر منكم مشروع حملة(الاحترام) التي دشنت الصيف الماضي وحدد بداية الموسم المنتهي لانطلاقها؟ والموسم أغلق ولا أثر لحملة الاحترام فيه، وهي التي تتلخص أهدافها في بلورة فكر رياضي خال من التعصب والاحتقان. وللتذكير بأهم أهداف الحملة (الاحترام) الرامية إلى غرس وتنمية مبدأ (الكورة لاتعني الكورة) في البيئة الرياضية كمسؤولية أخلاقية جماعية كما ورد في إعلان إشهارها تستهدف الوسط الرياضي من لاعبين ومدربين وإدارات أندية وجمهور وإعلام رياضي وعلى جميع المستويات. والموسم الرياضي انتهى ولاجديد طرأ على الفكر الرياضي، فالتعصب يزيد سعيره، واللجان تواصل تخبطها، وتواضع حكام كرة القدم وإن طرأ بعض التحسن على مستويات عدد من الحكام لايتجاوزن أصابع اليد الواحدة، أي أن مسببات الاحتقان في الوسط الرياضي قائمة وحملة الاحترام التوعوية نائمة منذ إشهارها. ولا أبالغ إن كررت ما قلته مرارا في وسائل الإعلام إن التعصب بمساهمة بعض أصحاب الكراسي والمنابر تجاوز حدود الإزعاج وصولا إلى تغذية الشعور بالكراهية وخلق أجواء من الاحتقان نتيجة خلل في تنفيذ الأنظمة والقوانين من القائمين عليها.. أدى إلى إثارة مسؤولي الأندية وانسحب على الجماهير.. بالإضافة إلى التأجيج الإعلامي الذي بعضه (يغني على ليلاه). ومن الصعوبة بمكان بعد مرور موسم رياضي على إشهارالحملة أن نقول إنها فشلت في اختبار الموسم الأول لها، ويمكن القول إن القائمين عليها بلغوا حدا من الجمود هو أقرب للشلل التام.. مما أبقى الحملة في سبات عميق منذ لحظة إشهارها. ومثل هذه الأنشطة التي تهدف إلى بلورة بيئة رياضية صحية لايمكن أن يكتب لها النجاح إذا كان من يديرها مجموعة من المجتهدين الذي لايحسنون التعامل مع الرأي العام. يبقى القول إن حملة من هذا النوع تحتاج إلى شركات متخصصة لديها خبراء ضليعين في العلاقات العامة وعلى علم بطبيعة الوسط الرياضي وشرائحه المختلفة بالتعاون والتشاور مع الجهة الرياضية التي تملك كل مفاصل القرار الرياضي إداريا وقانونيا بالإضافة إلى الأندية ومجالس الجماهير. وهذا يعني أن قابلية رسائل الحملة ستكون مقبولة إذا لمست الجماهير الرياضية عموما من أندية ولاعبين وكل من له علاقة بالوسط الرياضي أن هناك احتراما لتطبيق القوانين الكروية على الجميع بعدالة وشفافية لا تقبل التأويل، وبالمختصر المفيد لايمكن لحملة من هذا النوع وموجهة لشرائح رياضية أن تتحقق بمجرد حملة إعلامية ولابد أن يصاحب الكلام عمل على أرض الواقع. والتعامل مع جذورالتعصب الرياضي وليس قشوره في البيئة الرياضية السعودية ليس من السهولة بمكان اقتلاعه بحملة إعلامية وإنما يحتاج إلى وقت لترسيخ ثقافة احترام الأنظمة وحقوق الآخرين، وخير من يعزز نجاح مثل هذه الحملة التزام الجهة الأم المسؤولة عن الرياضة بتطبيق الأنظمة على الجميع لافرق بين أندية كبيرة وصغيرة. ومتى ما أجمع الجميع على احترام أعمالهم وأنفسهم أيضا يمكن القول إن الحملة ستمضي إلى أهدافها ولابد أن يكون له تأثير إيجابي، وأي خلل في المنظومة المستهدفة من الحملة يعني أن هناك جهدا بلا نتيجة. ومتى ما شعرالوسط الرياضي لاحقا بالعدالة القانونية والتحكيمية والوظيفية والتنظيمية والإعلامية، فهو مؤشر على فعالية الحملة، وهو بداية لانقشاع الاحتقان تدريجيا وتغلغل الاطمئنان وأن الكل محل الاحترام.