نصران للنصر وواحد للأهلي
مساء غد الجمعة في جدة على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وبرعايته الكريمة يتنافس العملاقان صاحبا التاريخ المجيد النصر والأهلي على الفوز بكأس الذهب وسط حضور جماهيري كبيرمؤكد.. وفي ملعب - مع الأسف- صغير لاتزيد طاقته الاستيعابية عن 17 ألف مشجع في مدينة تعد الثانية من حيث الحجم والكثافة السكانية بعد الرياض. وقمة نهاية الموسم الكروي السعودي تنتظر من فارسيها البأس الفني الشديد والأداء المنظم وختاماً كروياً مثيراً يبقى في ذاكرة الرياضيين، والذهب سيكون من نصيب من أحسن التعامل والتحضير، فالبطولة للنصر نصران فوز بالذهب وتأهل مباشر للآسيوية للعب مع أبطال آسيا، وللأهلي الملقب بقلعة الكؤوس نصر واحد بالذهب وتأكيد صداقته الطويلة مع كأس الملك وتفعيلها للعام الثاني على التوالي. والعالمي العائد إلى النهائيات بشهية مفتوحة وبمستوى جيد في هذه المسابقة يسعي لأن يكون ملعب الأمير عبد الله الفيصل شاهدا على عودته إلى سابق مجده بطلا ضمن قائمة الأبطال الحاضرين دائما في المسرح الكروي السعودي والقاري وتجديد العلاقة مع العالمية أيضا، كما كان نفس الملعب الموسم الماضي شاهدا على عودة الراقي إلى زمنه الأخضر الجميل. وبلوغ النصر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين يعني أن تاريخا جديدا للعالمي قد بدأ يتشكل لغسل آثار السنوات الطويلة العجاف، وإذا ما نجح النصر بالفوز باللقب أمام الأهلي مساء الغد فهذا إيذانا بإعادة إنتاج تاريخه المجيد العابر للقارات. وإذا أخذنا لقاءات النصر في هذه المسابقة كـ(بكج) دون تجزئة كل لقاء على حدة فإنها في المجمل تعطي مؤشرا إيجابيا على أن الفريق في حكم المتماسك فنيا وقادر على أن يكون في الموعد وفق ما تتمناه جماهيره إن أحسنت الأجهزة الإدارية والفنية معالجة الخلل الذي أصاب الفريق في لقائه الأخير مع الفتح. وفي الجانب الأهلاوي يقف العملاق الأخضر شامخا ومستعدا لضيفه النصر وهو المنتشي بنجاحاته اعتبارا من الموسم الماضي بعد أن نفض غبار أزمته التي لازمته دهرا من الزمن وعاد عملاقا كما كان وقدم أفضل العروض المبهرة، وكان له أن يكون بطل الدوري هذا الموسم لو وفق بالفوز على الشباب في مباراة حسم اللقب في نهاية الدوري. ولقاء الغد من المتوقع أن يكون مثيرا تحضر فيه أدوات المتعة الكروية، فهو لقاء يجمع قطبين كبيرين هامين جماهيريين. واللافت أن اللقاء عاد بعد سنين طويلة ليجمع أصدقاء الماضي على البطولات وإعادة ذكريات النصف الأول من القرن الماضي.. وهي الفترة التي تزعم فيها العملاقان النصر والأهلي منصات البطولات المتنوعة في تلك الفترة. والمساحة المخصصة للمقال لا تكفي لإجراء عمليات التشريح الفني للفريقين ووضعهما في ميزان تحليلي يؤشر بمعطياته الفنية والرقمية لصالح أحدهما، وسأكتفي فقط بالقول إن الإسمين الكبيرين غنيان عن التعريف.. والنتيجة النهائية يحكمها العطاء والتوفيق في استثمار الفرص المتاحة وإزاحتهما للفرق القوية الكبيرة من طريقهما كافية لجدارة بلوغهما النهائي. يبقى القول إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للبطولة التي تحمل اسمه تضفي عليها الأهمية المطلقة من بين البطولات السعودية، والجماهير على موعد مع كلاسيكو سعودي من الوزن الثقيل ستكون الغلبة فيه للأهدأ والأفضل تحضيرا نفسيا وفنيا. وتبقى إشارة أن هناك لقاء شبه منسي الليلة بين الهلال والفتح في الرياض على المركزين الثالث والرابع، ومن المرجح أن يزج الهلال بوجوه جديدة لاختبارهم لاسيما أن برونزية المركز الثالث لا تشكل إغراءً لفريق كبير كالهلال، وقد تكون كذلك للفتح الفريق المبهر بجمال عروضه هذا الموسم، لتكون البرونزية ومكافأة المليون ونصف المليون ريال ختاماً إيجابياً لنشاطه هذا الموسم.