2012-04-29 | 07:35 مقالات

النصر يستعد(لأكل هامور البورصة)

مشاركة الخبر      

ذكرت في مقال الخميس الماضي أن النصر اصطاد هامور البورصة الكروية السعودية فريق الشباب بطل دوري زين بلا هزيمة في مباراة الذهاب على كأس خادم الحرمين الشرفين للأبطال بهزيمته بهدفين لهدف، واضعا حظوظ البطل الشبابي في حكم الصعبة في مباراة الإياب. والليلة يواجه الشباب النصر على أرض النصر المنتصر، ويمكن القول إن العالمي في قبضته كل مفاتح اللعبة متى ما أحسن استثمار مكاسب الذهاب فوزا أو تعادلا أو خسارة بهدف، ووفقا لهذه المزايا المتوفرة للنصر دون خصمه المطالب بالفوز بفارق هدفين يمكن القول إن النصر في يده مفاتيح بوابة دوري الأربعة. وهنا يجوز القول بعد اصطياده للهامورالشبابي في الذهاب أن النصر يستعد (لأكل هامور البورصة) مشويا أو مقليا أو مسلوقا.. وهذا متروك للشهية النصراوية الجائعة والساعية للعبور إلى محطة التتويج النهائي وتكرار الفوز، يعني الشوي والتعادل القلي والخسارة بهدف يعني تناول الهامورمسلوقا. وليس أمام فريق الهامورالشبابي الذي لازال ينتفض في اليد النصراوية ولم يمت بعد من خيار غير الهجوم لكسر فارق الهدفين للتأهل إلى دوري الأربعة بانتفاضة العودة القوية لضرب كل من يقابله في المحطتين التاليتين. وربما يكون الأهلي طرفا نهائيا قياسا على المستويات المتواضعة للهلال الذي عبر إلى الأربعة بالتعادل مع الاتحاد، وإن حدث ذلك ربما تعود الإثارة السلبية من جديد إلى لقاءات الفريقين على خلفية أحداث ماضية آخرها ما قبل وما بعد المباراة المثيرة في نهائي الدوري التي انتهت بالتعادل في جدة بين الفريقين وتوج الشباب خلالها بطلا للدوري. لكن ما يصعب مهمة الشباب واستبعاد مقابلته للأهلي أن خصمه الليلة النصر الذي يملك كل الخيارات للعبور المريح إلى دوري الأربعة على حساب بطل الدوري، وكل ما يحتاجه النصر خطة متوازنة للحفاظ على مكاسب الذهاب. والخطة المتوازنة ليس من بينها الدفاع على طريقة تشيلسي أمام فريق برشلونة وإن كانت نجحت مع تشليسي فإن نجاحها مع النصر قد لايحدث لسبب جوهري أن دفاع النصر ليس دفاع تشيلسي بقدرته على وضع سد صعب اختراقه. ومن ضمن خيارات الخطط النصراوية استثمار الثغرات في أرض الملعب من جراء اندفاع الشباب للهجوم لتعويض خسارته وضرب الشباب في معمعة حماسه للتعويض بهدف خاطف، ونجاح النصر في ذلك يعني أنه عقد مهمة منافسه أكثر وفرض عليه عامل ضغط الوقت مع مرور كل دقيقة من المباراة. لكن إذا وضع المدير الفني للنصر ماتورانا خططه على أساس دفاعي بحت فإنه مهدد بالخروج من المسابقة لأن الفريق المقابل بقيادة مدربه البلجيكي برودوم قادر على اختراق الحصون الدفاعية النصراوية لوجود أكثر من لاعب متميز في الشباب قادر على الاختراق والتسديد القوي. ومع الأخذ في الاعتبار كل العوامل الفنية والنفسية إلا أن نتيجة الذهاب النصراوية ستضع الشباب تحت ضغط كبير وفي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، فالفوزبفارق هدفين في غفلة نصراوية كافٍ لتأهل الشباب بطل دوري زين بإمكانات نجومه. ويراهن الكثير من النصراويين على صوت الجماهير بحضورها الكثيف المتوقع وزيادة الضغط على فريق الشباب الذي سيجد لاعبوه أنفسهم وسط ملعب أصفر هادر يربك قدرتهم على التركيز، وإن كان الشباب بحكم التعود على مقابلة خصومه الكبار في مثل هذه الأجواء الجماهيرية لايتأثر كثيرا. يبقى القول إن لقاء الليلة بين النصر والشباب هو لقاء تجتمع فيه كل الخبرات الفنية في رسم خطط اللعب والإدارية في التحضير النفسي والمعنوي للاعبين لدخول أجواء المباراة بأقل قدر من الضغوط لضمان تماسك الأداء نحو العطاء في الملعب بعيدا عن الضغط الكبير الذي يفقد اللاعبين التركيز ويقود إلى أخطاء قد يكون ثمنها بطاقات صفراء وحمرا. وتبقى إشارة أن الفريقين قادران على تقديم مباراة مثيرة وممتعة كتلك التي جرت بينهما في مباراة الذهاب، وتبقى النتيجة مرهونة بالعطاء داخل الملعب واستثمار الفرص المتاحة، وفي مثل هذه المباريات الكبيرة المصيرية تعويض الفرص المهدرة قد لايتكرر والعبرة في استثمارها متى ما جاءت فرصتها.