النصر يصطاد (هامور البورصة)
في مباراة بلغت الإثارة والمتعة الكروية حدودها العليا بفعل أداء الفريقين الكبيرين نجح النصر مساء الاثنين الماضي وفي أجواء ممطرة من اصطياد هامور البورصة الكروية السعودية الفريق الشبابي بطل الدوري بهزيمته بهدفين لهدف في لقاء الذهاب على ارض الشباب ضمن مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. وفرض النصر بفوزه المستحق على بطل دوري زين معادلة صعبة في مباراة الإياب تتطلب فوز الشباب بفارق هدفين، وفيما عدا ذلك الطريق سالكة للنصر إلى دوري الأربعة لمقابلة المتأهل من لقاءي الاتفاق والفتح. وستكون مباراة الإياب على أرض النصر يوم الأحد المقبل اختباراً جدياً للجهازين الإداري والفني النصراويين للحفاظ على مكاسب الذهاب وسيكشف لقاء الأحد عما إذا كان هناك تطور إيجابي حدث في قيادة (العالمي) الإدارية والفنية، وظف بشكل سليم كان وراء توهج النصر في تلك الليلة الممطرة وأن نتائجه ستواصل الظهور لاحقاً. وجماهير النصر التي أسعدها الفوز على بطل الدوري وهي التي أعاقت الأمطار الغزيرة التي هطلت على الرياض في ليلة نصراوية حضورها بكثافة تنتظر أن يكون الفوز نقطة ارتكاز ينطلق منها الفريق لتوديع ماض (تعيس) عانت منه طويلاً. وعودة الروح النصراوية المعروفة تؤشر إلى ثمة تطور حدث مما يتطلب البناء عليه وتوديع سنين من الاجتهاد والتخبط والخلافات الشرفية نحو بلورة عمل احترافي منظم بكافة أشكاله الفنية والإدارية والمالية. والنصر وقد حقق ما يريد في مباراة الذهاب وبات على بعد خطوتين من التتويج للعبور إلى دوري الأربعة ومن ثم للنهائي وقد تجاوز نصف المرحلة الصعبة في طريقة بهزيمته للبطل الشبابي سيكون فنياً وإدارياً تحت المجهر وعما إذا كانت صحوته انتفاضة جريح أم أنها يسر مبشر بالخلاص من متاعب الماضي وتوديع عسر لازم الفريق طويلاً. الأهلي الرائع أقفل الفريق الأهلاوي الرائع حساباته مبكراً وأصبح إعلان تأهله رسمياً إلى دوري الأربعة مسألة وقت سينتهي عدها التنازلي بنهاية مباراته مساء غد في المجمعة أمام فريق الفيصلي الذي مني بهزيمة ثقيلة في جده قوامها خمسة أهداف مقابل هدف مما يعني استحالة التعويض أمام فريق كبير لافت للأنظار بعطائه الكبير وحامل فضية وصيف بطل دوري زين وبطل النسخة الماضية. وإذا استثنينا الاتفاق والفتح في مواجهتهما الأولى بعد غدٍ السبت في الدمام في دوري الثمانية والأهلي الذي حسم أمر تأهله مبكراً يمكن تقسيم البقية إلى فرق التعزيز وفرق التعويض فالنصر والهلال مطالبان بتعزيز مكاسب الذهاب والاتحاد والفيصلي سيسعيان للتعويض وإن كان الفيصلي في حكم المستحيل نجاحه في التعويض. الهلال والاتحاد تعزيز وتعويض ولقاء الإياب مساء اليوم في الرياض بين الهلال والاتحاد يخضع لمعادلة التعزيز والتعويض وهو لقاء الطرف الأقوى فيه الهلال والأضعف الاتحاد، فالأول نجح في الخروج الإيجابي من مقابلته مع الاتحاد في جدة بنتيجة إيجابية هدفين لكل منهما. والنتيجة فتحت أمام الهلال ثلاث فرص للتأهل إلى دوري الأربعة لمقابلة الأهلي: الفوز بأي نتيجة أو التعادل السلبي أو الإيجابي بهدف في حين مطلوب من الاتحاد الفوز ولا غير الفوز وإن تكررت نتيجة مباراة جدة سيكون هناك وقت إضافي. والموقف الاتحادي يكاد يكون صعباً وهو الذي عجز في استثمار مكاسب الأرض وعلى ما يبدو قياساً على الوزن الفني والرقمي لمكاسب الفريقين طيلة الموسم الرياضي التي تميل لصالح الهلال، إن أنصاره مساء اليوم على الأرجح سيحتفلون بالتأهل إلى دوري الأربعة على حساب عميد الأندية السعودية. وإن حدث ذلك سيعود الاتحاد أدراجه إلى جدة وحصيلته صفر وفق حسابات الإقفال نهاية الموسم لينتظر الموسم المقبل مع المنتظرين لإعادة الكرة من جديد لاستعادة هيبته المحلية وللعودة مجدداً إلى مسابقة الأبطال الآسيوية التي سيكون أكبر الغائبين عنها في الموسم الآسيوي المقبل. يبقى القول أن خلاصة المتعة والإثارة لموسم كامل ظهرت في مباراة الشباب والنصر ونأمل في لقاءات الإياب المزيد من المتعة الكروية والحضور الجماهيري المكثف لتكتمل عناصر الإثارة في الملاعب والمدرجات.