2012-03-04 | 05:11 مقالات

يبقى القول - استقالة (الاتحاد) غير كافية

مشاركة الخبر      

بعد الصاعقة الاسترالية في اجواء ممطرة وبرباعية في ملبورن التي حلت على جماهير الرياضة السعودية واخرجت منتخبنا من المنافسة وقطعت الطريق إلى مونديال البرازيل عام 2014 كان خبر استقالة اعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم هو ابرز ردود الافعال على الخروج المر من المسابقة. وهو اجراء يحدث لاول مرة في تاريخ الرياضة السعودية وبشكل جماعي واقل ما يقال عنه شجاع ومقدام ومعبر عمليا وقوبل الاجراء بالاستحسان من غالبية الجماهير الرياضية على الارجح كونه يحمل في مضمونة اعتذارا حضاريا عن خيبة الامل التي منيت بها الكرة السعودية. فالشجاعة ليست في التبريرات المستهلكة باعلان تحمل الخسارة التي كانت معتادة في زمن مضى وانما بمواجهة الموقف واعلان المسئولية بالصفة الوظيفية لكل الاعضاء والاستقالة تدرج ضمن افضل الخيارات في مثل هذه الظروف المحتقنة وهو ما فعلة اعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم. لكن استقالة (الاتحاد) غير كافية إذا اريد بلورة الاخطاء في منظومة المنتخبات الكروية لكرة القدم ومعالجتها باسلوب علمي جديد يجنب تكرارالاخطاء والاستمرار في خط بانت عيوبة مبكرا قد يعيد انتاج اخطاء الماضي. ومع التقدير لكل من اجتهد ولم يوفق الا ان الصفحة التي يراد فتحها يجب ان تكون بيضاء يرسم فيها استراتيجية مختلفة وغير ذلك يعني استمرار لنهج لم يكتب له النجاح واكمال الطريق بخطط (الماضي) سيولد شقوقا اخرى تضاف إلى الشقوق التي انكشفت فما بني على هشاشة مهدد بالتهتك. واعلان الاستقالة لجهاز كرة القدم هو اقل ما يمكن ان تتفهمة الجماهير الرياضية ازاء الكارثة التي حلت بالمنتخب السعودي باشراف الادارة الحالية ومعها المدير الفني ريكارد الذي ظل فاغرا فاه في الشوط الثاني وهو يرى سلسلة الهجمات الاسترالية وانكشاف دفاعه وخط وسطه امامه دون ان يتدخل فنيا للمحافظة على مكاسب الشوط الأول مما يدل على ضعف حيلته الفنية في المواقف الصعبة. وبقاء ريكارد حتى نهاية عقده لا يؤشر إلى ان ثمة عمل منظم فنيا ناجحا منتظرا منه في المستقبل بعد ان ثبت انه لايحسن التصرف في المواقف التي تتطلب تدخلا ذكيا يبقي السيطرة الفنية لصالح فريقه. ومعلوم ان اهم الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر الأخضر اقربها عام 2015 في استراليا والوقت بين ذلك الزمان القادم والزمن الحالي كاف لترتيب اوراق المنتخب السعودي من جديد وبأسلوب جديد. ولازلت عند رأي سابق طرحته في (الرياضية) اثناء فترة البحث عن مدرب مناسب للاخضر ورأيت في ذلك الوقت ولازلت ارى ان الانسب لمنتخبنا هو المدرب الارجنتيتني باوزا صاحب التاريخ الحافل في كل نشاطاته التدريبية ومنها تلك الفترة القصيرة التي تسلم فيها تدريب فريق النصر وحوله في زمن قياسا من فريق مهتز إلى فريق منظم. يبقى القول ان استقالة الاتحاد السعودي لكرة القدم تطورنوعي واجرائي وفكري ايضا يؤشر إلى صحوة جديدة في تحمل المسئولية ومن هنا إلى ماقبل بطولة امم اسيا الوقت كاف لتصرف بهدوء وحكمة لمعالجة الاسباب بعيون صافية وعقول ناضجة. وتبقى اشارة ان تكليف أحمد عيد برئاسة الاتحاد في الفترة الانتقالية ومدتها ثلاثة اشهر اجراء موفق في اختيار رجل شهد له الكثيرون بالكفاءه العملية المدعومة بخبره كروية ميدانية وعملية. ويبدو ان الاتجاه الذي يقوده الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب باعادة هيكلة الاتحادات وفق متطلبات الاتحاد الدولى واشراك الوسط الرياضي في اتخاذ القرارهو الذي سيكون سائدا وعبر الانتخابات لتوديع سنوات طويلة من الاجراءات القديمة التي لاتتفق وما يطبق في الاتحادات الرياضية المتقدمة القائمة على اساس الانتخابات وليس التعيين.