يبقى القول - الأربعاء المنتظر
يدرك نجوم الأخضر السعودي والجهازان الإداري والفني أنهم سيقابلون يوم الأربعاء المقبل منتخب أستراليا القوي الصلب، ومعظم نجومه من المحترفين في الدوريات الأوروبية وأنه يختلف من حيث الملاءة الفنية، والفكر الكروي عن المنتخب النيوزيلندي (المتواضع) وأنهم سيعطوه حقه من الاستعداد والاحترام الكبيرين. صحيح أن الفوزين على المنتخبين النيوزيلندين الأولمبي والأول (الرديف) له قيمته الفنية المرجوة، بالإضافة قيمته المعنوية المحفزة للاعبين، إلا أن مواجهة الأربعاء المصيرية تحتاج إلى جهد مضاعف. كما أن مواجهة أستراليا الحاسمة المؤمل الفوز فيها ستعطي إشارة إلى أن نجوم الأخضر قادرون على مواجهة كبار نجوم آسيا في المرحلة الحاسمة التالية متى أحسنوا التعامل داخل الملعب، تعاملاً يعكس الفكر الكروي الاحترافي الذي وصل له اللاعب السعودي. والأربعاء المقبل هو اليوم الذي تنتظره الجماهير السعودية، وكلها أمل في نجوم الأخضر السعودية بجعله يوماً أخضر، ينقل المنتخب السعودي من أرض الكانغرو الأسترالية إلى مصاف العشرة منتخبات الآسيوية التي ستخوض التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال البرازيل عام 2014. والأخضر السعودي بنقاطه الست من خمس جولات يدخل اللقاء وهو يملك مفاتيح التأهل إن هو حقق الفوز على المنتخب الأسترالي متصدر المجموعة باثنتي عشرة نقطة والمتأهل للمرحلة الحاسمة دون الالتفات لنتيجة مباراة المنتخبين العماني بنقاطه الخمس والتايلاندي بنقاطه الأربع التي تقام في نفس التوقيت. والفوز هو الضمانة الأكيدة للأخضر للتأهل دون خدمة من الآخرين وتأمل الجماهير أن يحسمها الأخضر فوزاً بعد أن أظهر نجومه في معسكرهم في أستراليا انسجاماً جيداً من خلال المباراتين الوديتين مع المنتخبين النيوزيلنديين الأولمبي وانتهت بثلاثية، والأول (الرديف) وانتهت بسداسية لصالح الأخضر. والأخضر قدم خلال المباراتين مستوى وانضباطياً جيداً داخل الملعب بغض النظر عن تواضع المنتخبين النيوزيلنديين.. فالهدف من اللقاءين الوقوف على قدرة اللاعبين في التعامل فنيّاً داخل الملعب من خلال إتقان عدة أساليب فنية والتدرب عملياً عليها بالإضافة إلى مواجهة فريق قريب الشبه من المنتخب الأسترالي من حيث طريقة اللعب والبنية الجسمانية. والانضباط الفني الملاحظ على أداء الأخضر وسرعة نقل الكرة هما خير وسيلة لمواجهة المنتخب الأسترالي الذي يمتاز لاعبوه بالقوة الجسمانية واللياقة البدنية كتقليد موروث من الكرة الإنجليزية. ومن المؤكد أن مدرب منتخبنا فرانك ريكارد يدرك تماماً أن من عيوب المنتخب الأسترالي التحضير البطيء للهجمة، ومن ميزاته الهجوم عبر الأطراف واستغلال الكرات الهوائية مستفيداً من قوة وطول لاعبيه يقابله في الأخضر السعودي ميزة السرعة ونقل الكرة بمهارة. يبقى القول أن اللقاءين الوديين أعطيا مؤشرات اطمئنان بقدرة الأخضر على تجاوز المحطة الأسترالية للانضمام إلى المنتخبات الآسيوية العشرة لمرحلة الحسم النهائي وستقسم فيها الفرق العشرة إلى مجموعتين. ويتوقف على نتائج المجموعتين تأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى البرازيل والأمل أن يكون الأخضر بينهم دون انتظار الملحق العالمي إذا حل منتخبنا خامساً وبأفضلية عن خامس المجموعة الأخرى. والأخضر السعودي وهو يواجه امتحان قدرته على العودة إلى أمجاده الماضية بتأهله إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية سيلقي بكل ثقة لتحقيق النصرين بالفوز والتأهل دون عون من نتائج الآخرين. وتبقى إشارة أن نجوم الأخضر يدركون تماماً أنهم أمام فرصة تاريخية وذهبية أيضاً ستقودهم إلى المونديال العالمي محط اهتمام كل لاعبي العالم وجماهير الكرة. والفرصة مواتية لنجوم الأخضر لصناعة تاريخ الكرة السعودية من جديد وتقديمها للعالم على أنها كرة متطورة وهي فرصة أيضاً لهم لتسويق أنفسهم للعالم كلاعبين محترفين لهم جاذبيتهم في الدوريات العالمية.