2012-02-05 | 18:00 مقالات

الاتفاق درس لأندية (الجعجعة)

مشاركة الخبر      

بلوغ الفريق الاتفاقي نهائي كأس ولي العهد، وإخراجه متصدر الدوري الأهلي من المسابقة ومنافسته على لقب الدوري درس لأندية (الجعجعة بلا طحين) في علم وفن الإدارة الرياضية وفي زمن الاحتراف أيضا الذي وقوده المال والفكر الكروي الناضج.
وتفوق الاتفاق درس يحمل رسالة مهنية إلى أندية الرعاية المالية والملايين الشرفية من أن النجاح لا يأتي بالمال فقط وإنما الفكر هو الأساس في توظيف المال كثر أو قل، وأن الإدارة هي القدرة على استثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق الأهداف على أرض الواقع.
والاتفاق فرض نفسه على الساحة الكروية منذ زمن بنجومه الكبار وبإمكانات مالية محدودة وبفكر يحسن اسثمار المتاح، وليس هذا الكلام من باب التعاطف كونه فريقا يصارع على الصدارة مع أندية الملايين والرعاية المالية، بل لأنه فرض نفسه بأدائه الإداري والفني المميز الشاغف والجاذب لمحبي فنون كرة القدم في الداخل كما شغف برشلونة محبي الكرة حول العالم.
وعلاوة على ذلك هو بلا غطاء مالي من شركة ترعاه يواجه الصعوبات مثل غيره من جراء التأخر(غير المعقول) وبالشهور لحقوقه المالية من الجهة المشرفة على الرياضة، والأصعب في (تفهمه) أن هيئة دوري المحترفين التي يفترض أن تكون عونا للأندية دخلت على خط تفاوضه مع شركة عبد اللطيف جميل وكيل سيارات تويوتا وحولت عقد الرعاية لصالحها.
إنه الاتفاق اسم على مسمى نظريا وتطبيقيا.. وفريق بهذه المواصفات الفنية والإدارية لابد أن يكون النجاح حاضرا وهو حاضر في الملعب وليس غيره بقيادة الثنائي المتمكن إداريا وفنيا المتمثل في رئيسه عبد العزيز الدوسري ونائبه الكابتن والخبير الفني خليل الزياني.
ويمكن القول عن الزياني تحديدا إنه النائب الإداري والمستشار الفني الذي يجمع الحسنيين الحس الإداري والفني، بالإضافة إلى مدرب قديرعرف كيف يستثمر مهارة وإمكانات نجوم كبار بأدائهم الفني المنضبط وبعزم على الانتصارات جعل من فارس الدهناء رقما صعبا في الملاعب.
يبقى القول إن الاتفاق المنتشي ببلوغه نهائي كأس ولي العهد تلقى درسا بتعادله الصعب مع فريق الأنصار من أن التهاون وعدم التعامل بجدية مع جميع المباريات قد يدفع الفريق ثمنها في وقت بلغت المنافسة مع الفرق المتصدرة مراحل متقدمة.. وضياع نقطة تعني تضاؤل حظوظ الفريق في السعي نحو الفوز ببطولة الدوري.
وتبقى إشارة أن الهلال الطرف الآخر في مسابقة كأس ولي العهد لايقل جودة فنية عن الاتفاق، وأظهرت هذه المسابقة إنه لم يعد ذلك الفريق الذي ينعت باعتماده على اللاعبين الأجانب في صنع الفارق بينه وبين منافسيه كما كان فيما مضى من سنوات طويلة ظل الأجنبي خلالها قوة حسم فعالة ومؤثرة في نتائج الفريق خاصة مع المنافسين الكبار.
واثبت الهلال أنه قادر على المنافسة بدون أجانب على الرغم من أنه لم يواجه في طريقه للنهائي فرقا بكامل عافيتها الفنية كالأهلي والاتفاق والشباب، إلا أنه لايمكن التقليل من انتصاراته في المسابقة التي أطاحت بفريقين كبيرين هما النصروالاتحاد بغض النظر عن اهتزاز الأصفرين فنيا.
وأضعف الهلال المطعم بعناصر شابة مقولة إنه بدون التدخل الأجنبي أضعف من أن يواجه فرق الوسط وقد بلغ النهائي بنجومه المحليين وبمشاركة لاعب أجنبي آسيوي وحيد من الوزن الخفيف وبغياب المغربيين يوسف العربي وعادل هرماش وإيقاف ولي هامسون.