النصر: لا (عدال) ولا (عدل)
في القصيم يقولون امش (عدال) يعني على طول (سيده) وفي مصر امش (عِدل) بكسر العين يعني باستقامة.. والنصر لا عدال ولا عدل، وفيه أي النصر أتفهم أحداث ولا أتفهم أخرى.. أتفهم غضب الجماهير النصراوية من جراء النتائج المتواضعة وأتفهم الامتعاض من صفقات الشتاء والصيف، وأتفهم أن الأمير فيصل بن تركي دفع عشرات الملايين واجتهد ولم يحالفه التوفيق.
وأتفهم أيضاً أن الأجواء من حول الرئيس لم تكن صحية وغذيت تغذية سلبية وتطورت وقابلها بتصلب في المواقف وانفض الكثير من الداعمين من حوله نتيجة تشدده، فيما يعتقد أنها تدخل في شئونه الإدارية.. فيما ترى الأطراف الأخري أنها مشاركة في اتخاذ القرار.
وأتفهم أيضاً إلى حد ما الخروج المتكرر في وسائل الإعلام ولنقل مدفوعاً بالحرص على الإيضاح والبقاء على اتصال دائم مع الجماهير في حين أن المركز الإعلامي أو الناطق الرسمي قد يقوم بذلك.
وأتفهم كلام النجم الجزائري يحيى عنتر عندما أبلغ بالاستغناء عنه بحجة عدم تقديمه المستوى وصراحته عندما قال إنه لا يلعب تنس طاولة وهي لعبة فردية في إشارة منه أنه يلعب مع فريق غير منسجم ومتواضع، واليد الواحدة لا تصفق.
وأتفهم طموحات من يقود الحملة الجماهيرية على إدارة النادي مستغلاً الظروف لتجيش أتباعه لعل الانتفاضة تعيده إلى كرسي الإدارة من جديد وهو الذي لم يقدم ما يشفع له أن يكون مرشحاً منتظراً.
لكن الذي (لا) يقع في دائرة التفهم تعاقد الإدارة مع البرازيلي المنقطع عن اللعب ولا أتفهم الطريقة التي تفكر بها الإدارة في الاختيار، وقد بح صوت المحللين وتعبت أصابع الكتّاب من النقر على (الكي بورد) مجمعه على حاجة النصر إلى صانع ألعاب لم يظهر بعد في كل تعاقداتها المحلية والأجنبية.
ولا أتفهم أن يكون ناد جماهيري مقبرة للمدربين واللاعبين الأجانب الذين سجلوا نجاحات قبل وبعد مغادرته.. ولا أتفهم أيضاً مع مرور أكثر من ثلاث سنوات على الإدارة والأخطاء تتكرر دون أن نلمس تغييراً في منهجية العمل، والاستفادة من أخطاء الماضي فلا برمجة ولا تنظيم إداري ومالي ينعش ويحفز بيئة العمل والإنتاج.
ولا أتفهم التعاقد مع لاعبين مصابين بعلم مسبق أو لاعبين في حكم المنسقين وتدفع لهم الأموال وبعد فترة وجيرة التخلص منهم بمخالصة مالية دون فائدة تذكر للنادي وقد حملوا ميزانية النادي عبئاً ما كان يجب أن يكون إلا إذا كانت الإدارة هشة إلى درجة يستطيع أي مدير أعمال مبتدئ أن يبيعها بضاعته الرديئة.
ولا أتفهم أن يذهب نجم مشهور مثل عنتر أوغيره دون بذل جهد متواضع لتسويقه على الأقل لتغطية مبلغ المخالصة المالية وهو الذي وقع عقداً احترافياً بمجرد وصوله إلى ألمانيا مع فريق كايزر سلاوتيرن لمدة ثلاثة مواسم ونصف.
يبقى القول وعلى الرغم من الأوضاع غير المريحة إلا أنه من مصلحة الكيان وقد دخل الموسم الرياضي نصفة الأخير أن تبقى الإدارة الحالية لعل الوقت المتبقي وبالدعم الجماهيري الذي (كان) معتاداً في أحلك الظروف يقود نحو إعادة الفريق إلى المسار الصحيح ويحيي الأمل في الفوز بآخر البطولات وإن تمت فهي بمثابة عربون تجديد الصداقة مع الإدارة.
وتبقى إشارة إن الأمير فيصل الواقع تحت ضغوط جماهيرية شديدة وتكاثرت عليه المتاعب من كل اتجاه -للذين لا يعرفونه عن قرب- هو من خيرة الرجال ومن المتطرفين في حب النصر وبرشلونة أيضاً لكن قدره أن يرأس نادياً جماهيرياً في وقت صعب جداً يتطلع أنصاره لاستعادة أمجادهم ولا شيء غير ذلك.