الفرصة السانحة للنصر والهلال
التماسك حسب القوانين الفيزيائية لا يستمر طويلا وقد بدأ في الاتحاد هذا الموسم ومؤشراته بدأت تظهر في الهلال والنتائج والمستوى خير معبر عن أحوال الفريق الأزرق الفنية وباتت حتى فرق الوسط وما دون ذلك (تتجرأ) عليه أو تحرجه في وقت كان يلتهم كل من يقابله.
ولقاء الغد بين النصر والهلال في الدور ربع النهائي على كأس ولي العهد يختلف عن كل اللقاءات التي جمعت الفريقين في العشر السنوات الأخيرة التي كان الهلال فيها هو الأفضل والأكثر فوزا وحضورا لكن التماسك بدأ يلين.
ويجوز القول إنها الفرصة السانحة للنصر والهلال الأول لوضع حد للتفوق الهلالي ورد اعتباره بإقصائه من المسابقة ردا على أفعال هلالية في مسابقات متكررة مضت وللثاني في استعادة توازنه الفني واثبات انه لا زال لديه من الصحة ما يجعله يتغلب على ظروفه الطارئة.
غير أن الضربتين المتتاليتين للهلال من التعاون والأهلي في غضون أسبوغ (مع شوية أخطاء تحكيمية)وهو الذي لم يتعود عليها من قبل وبهذه السرعة القريبة من الوصف الدراماتيكي سيكون لها تداعياتها السلبية النفسية وستضعف من تماسك الفريق الذي لم يكن هذا الموسم في توازنه الفني المعروف لفقدانه صناع التأثير ياسر وولي ورادوي.
ويجوز القول إن التعاون والأهلي قد اتعبا و(ليس جهزا) الهلال وفرضا عليه ضغطا نفسيا وجماهيريا كبيرين لمقابلة غريمه التقليدي النصر بنجومه الأجانب الجدد فالتعاون أوقف انطلاقة الهلال المتصدر بتعادله ودحرجه من الأول إلى الثاني والأهلي رمي به في المركز الرابع في ترتيب سلم الدوري بعد الفوز علية في جده وقد يأتي النصر بالثالثة ويخرجه من المسابقة.
وما يزيد من متاعب الهلال أيضا غياب لاعبيه الأجانب الثلاثة وخاصة هدافه المغربي يوسف العربي وبحضور رابعهم الكوري غير المؤثر كل هذه الظروف مجتمعه تؤشر على أن وضع الفريق الأزرق في مباراة الغد لن يكون مريحا على الرغم من كل ما يقال أن لقاءات الديربي لا يحكمها الجودة الفنية ولها حساباتها التنافسية الخاصة.
والصورة الهلالية المهتزة وقد بدت واضحة للفنيين في النصر إلا أنه من غير الواضح لجماهيره وللهلاليين أيضا الشكل الفني الذي سيظر به أجانبه الجدد في أول ظهور لهم في مباراة تنافسية جماهيرية كبيرة.
وعلى الرغم من أن النصر لا زال (يحبو) في مساره التصحيحي وعبر إلى دور الثمانية بفوز صعب على الفتح بضربات الترجيح وألحقه بفوز صعب أيضا على الفريق نفسه في مسابقة الدوري إلا أن أجانبه الجدد ربما يسرعون من أدائه الفني في لقاء الغد الذي يصعب التكهن بنتيجته وان كانت الظروف النفسية في صالح النصر أكثر من الهلال.
والثابت في تاريخ الهلال منذ بدء الاستعانة باللاعب الأجنبي انهم من يصنع الفرق ووراء إنجازاته وهذا عائد إلى حسن اختياره للاعبين الأجانب بدءا من ريفيلينو وحتى ولي ورادوي مع استثناء بعض المواسم وإلى حد ملاحظ الموسم الحالي.
ونجوم الهلال المحليون يواجهون اختبار فحص الملاءة الثاني في حسم النتائج لصالحهم دون عون أجنبي بعد فشلهم أمام الأهلي الخميس الماضي في مباراة مثيرة ركض فيها الهلاليون أكثر من الأهلي وسيطروا على الشوط الثاني تحديدا إلا أن هجومهم ظل أعمى وعجز عن حسم النتيجة لصالحه رغم الفرص السهلة.
يبقى القول إن الرياض على موعد غدا مع لقاء كبير كما هو دائما لا تعادل فيه تبلغ فيه الإثارة الكروية والجماهيرية حدودا صاخبة وباتت اللقاءات المتعددة التي تحفها الروح الرياضية علامة مسجلة للقطبين الجماهيريين في العاصمة على أي نحو يكون الوضع الفني لأي منهما.
ويتوقع أن يغطي الحضور الجماهيري كامل الملعب إيذانا بعودة الحيوية للمدرجات كما أعادتها جماهير الأهلي في جدة وسط أسبوغ يتمتع فيه طلاب المدارس بإجازاتهم الشتوية في أجواء تغلب عليها برودة الطقس وقد تكون ساخنة في الملعب.