2012-01-11 | 18:00 مقالات

الاتحاد بعيون صافية

مشاركة الخبر      

لو تعامل اللواء محمد بن داخل رئيس الاتحاد تعامل المتلقي المتوجس مع الذين يعزفزن على أنه مستهدف من (متآمرين) أو أن هناك قوى تريد السيطرة على القرار واحتواء الرئيس وتطويعه ليكون رهن مبتغاها أو زين له أن هناك من يزرع العراقيل أمامه فإن العد التنازلي لسقوط الاتحاد سيسير وبوتيرة أسرع مما هي عليه الآن.
لكن لو تعامل مع الأحداث السلبية عموماً ومن بينها تسويق (نظرية المؤامرة) تعامل الواثق من خططه وأهدافه بعيون صافية وترك الإنجازات على أرض الملعب ترد عليهم لنجح في تجاوز هاجس المؤامرة المبالغ فيها على الأقل في هذا الوقت.
كما أن العمل المبرمج سيبطل أو يضعف إلى حد كبير من يحاول تسويق ورقة هاجس المؤامرة لإثارة الغبار في الأجواء الاتحادية وخلق حالة من التشويش ومن ثم السعي لتثبيتها كحقيقة في رؤوس الجماهير ومن ثم العمل على إقناعهم أن الإدارة الحالية أضعف من أن تحافظ على مكتسبات العميد المونديالي.
وابن داخل ليس في وضع مريح حالياً يساعده على تقوية مركزه وقد تشفع له فترة التسجيل الشتوية التي بدأت في تدارك الوضع بالتعاقد مع نجوم مؤثرين لإنقاذ فريقه الذي يعاني من نزيف النقاط وتواضع المستوى وآخرها لقاء الرائد أول أمس في جدة المنتهي بتعادل إيجابي بهدف كان الرائد البادئ في التسجيل ويمكن القول إن أبناء بريدة فرطوا في فوز كان قريباً منهم قياساً على فرص سهلة مهدرة.
وإذا كان التعادل يعد مكسباً للرائد كونه يلعب خارج أرضه والذي هو الآخر يعاني هذا الموسم من تراجع كبير في مستواه أبقاه في منطقة الخطر فإن الأمر بالنسبة للاتحاد غير ذلك وهو الذي لعب على أرضه ويحتاج إلى الثلاث نقاط لتحسين وضعه في سلم الدوري وتخفيف الضغط الجماهيري والإعلامي عليه.
يبقى القول إن المؤشرات الأولية تنبئ أن اتحاد 2012 لن يكون كما كان في أعوام مضت وقد يبقى لسنين مقبلة يصارع في المسابقات المحلية وهو الصديق الدائم للآسيوية إن استمر وضعه الإداري والفني والشرفي على النحو الملاحظ حاليا.
والوضع الاتحادي يبدو أنه انكشف نتيجة مستجدات أهمها ابتعاد الراعي المالي الأول للاتحاد وضابط الإيقاع الشرفي وصاحب الكلمة المؤثرة والجامعة للاتحاديين الشيخ عبد المحسن آل الشيخ بالإضافة إلى المفكر الكروي والداعم المالي أيضا منصور البلوي.
والأخير بدعم متناه من الأول بنى فريقا اتحاديا مهيباً عبر به إلى أجواء العالمية مرتين بالإضافة إلى تواري داعمين آخرين يقال إنهم يتفرجون من بعد إما لسبب عائد لهم أو أن الأجواء الحالية ساهمت في ذلك.
وتبقى إشارة، إنه في الوقت الذي بدأ النصر فيه بالتعافي إلى حدما من مرضه بدأ الاتحاد كما لو كان غير محصن من انتقال فايروس النصر إليه والمؤشرات الأولية تقول إن ما يحدث في الاتحاد أشبه بأعراض مرض قد يتغلغل ليشمل كامل المنظومة الاتحادية.
وكأن ما حدث للنصر من انتكاسات في السنوات الماضية يجري استنساخه حاليا في الاتحاد إن لم يسارع كبار رجال الاتحاد لمعالجة الأعراض المرضية قبل استفحالها.
ومن باب الملاحظة التاريخية يبدو أن جدة التي تضم القطبين الكرويين الكبيريين الأهلي والاتحاد لا تحتمل نجومية الاثنين في زمن واحد وكأن التناسب عكسي بين الفريقين وصعود نجم الأهلي يأتي على حساب الاتحاد والعكس صحيح والتاريخ يصادق على ذلك.