الدعيع يحصد ما زرع
حصد عملاق الحراسة السعودية والآسيوية الكابتن محمد الدعيع ما زرعه على أرض الملاعب الخضراء وخارجها طيلة فترة وجوده كلاعب وكإنسان حصد ثمار الأداء الرائع والتعامل الراقي مع الآخرين .
لقد أحسن الدعيع صنع نفسه فنا وتعاملا في محيطة الرياضي والاجتماعي ولقي من التقدير والثناء والوفاء من الجماهير الرياضية على مختلف ميولها ما يستحقه في حفل اعتزاله مساء يوم الخميس الماضي بمواجهه مع نجوم يوفنتوس الإيطالي وسط حفاوة جماهيرية لافتة.
والأهداف الأربعة التي ولجت مرماه هو غير مسئول عنها وجاءت نتيجة الانشقاقات في خط الدفاع لافتقاده إلى التجانس وجاهد الدعيع وصد الكثير من الكرات الخطرة أمام فريق كبير يعد واحدا من أقوى الفرق الأوربية ولا قبل لأقوى الفرق تمكنا من الحد من خطورته.
ومع توفر الأعذار الجاهزة للدعيع لتبرير ولوج الأهداف الأربعة إلا انه لم يلق باللائمة على أحد واكتفى بالقول إنه لم يتدرب التدريب الكافي لانشغاله بترتيبات حفل اعتزاله وهكذا ودع نجم الحراسة الملاعب بحسن الأداء والقول.
الدعيع باسمه وتاريخه الكبير ونجوميته المطلقة على مدى أكثر من عشرين عاما قضاها في حراسة مرمى المنتخبات السعودية بدءا بالناشئين وصولا إلى المنتخب الأول ومن ناديه الأصلي الطائي إلى انتقاله للهلال كان الدعيع خلال تلك الفترة نجما باهرا بالمستوى الفني وباهرا في حسن تعامله مع الآخرين.
يبقى القول وقد ودعنا محمد الدعيع عميد أندية العالم والحارس الأول في آسيا وألقاب أخرى أطلقت علية محليا وقاريا لا نعرف أين ستتجه به الأيام بعد اعتزاله وعما إذا كان سيواصل تألقه في صناعة حراس المستقبل على طريفته المميزة في صد الكرات الصعبة بالعمل مدربا للحراس في المنتخبات السعودية أو في الأندية.
أو أن انتظار فرصة العمل ستطول إذا مارس الصبر لانتظارها أو أنها لن تأتي كما كان الوضع مع غيره من نجوم يصنفون أنهم فوق العادة كما هو الحال للأسطورة ماجد عبد الله أو للنجم الكبير نواف التمياط اللذين اختارا التحليل الفني في القنوات الرياضية الفضائية كعمل ومصدر رزق لهما بعد اعتزالهما.
ومصادر رزق من هذا النوع في حكم النشاطات غير المضمونة للنجوم المعتزلين فهو مرتبط بعقد قد ينهى في أي لحظة دون أن تكون هناك ضمانات تحمي المحلل الفضائي.
وعمر اللاعب كما هو معروف قصير في الملاعب والمحظوظ من النجوم هو من يقارب العشرين عاما وحياتهم في الملاعب شبيهة بقائدي المقاتلات الحربية الذي يتوقف عن الطيران مع بلوغه سن الخمسين على أبعد الحدود.
لكن الطيار الحربي افضل بكثير من اللاعب الكروي فهو يبقى في العمل على الأرض وتحتسب مدة خدمته السنة بسنة ونصف وعشرين سنة عمل تعادل ثلاثين سنة وهي مدة جيدة للحصول على راتب تقاعدي وفي حالة اللاعبين لاشيء من ذلك فلا راتب تقاعدي وكل سنينه في الملاعب لا قيمة مالية لها كونه لا يخضع لنظام التقاعد أو التأمينات الاجتماعية.
والنجم المعتزل وإن كان جمع من المال ما يعطي الاطمئنان على مستقبله إلا أن عدم وجود دخل ثابت له يجعله عرضة للانكسار المالي في أي وقت مما يدفع إلى القول بضرورة التعجيل في تكييف أوضاع اللاعبين المحترفين مع أنظمة التقاعد في البلاد ويعامل معاملة الطيارين من حيث احتساب مدة الخدمة السنة بسنة ونصف وما المانع لو كانت بسنتين.