هروب لجنة الانضباط
إذا تفهمنا أن أحداث الشغب الجماهيري في ملعب الشعلة في الخرج خلال مباراة الشعلة والهلال رهن التحقيقات في جانبها الجنائي والرياضي، وبيان شرطة الرياض ألقى باللائمة في الفوضى التي حدثت على مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالخرج، فإن الذي لم يكن مفهوما بعد مرور أربعة أيام وحتى كتابة المقال ظهر أمس موقف لجنة الانضباط.
فالأحداث المؤسفة التي وقعت ليست خارج الملعب وليست في المدرجات فحسب بل داخل المستطيل الأخضر الذي شهد (استعراضا) من الجماهير المارقة، أي أن الأحداث تقع في صلب اختصاصات لجنة الانضباط وفق ما نصت عليه اللوائح التي طبقت على أندية أخرى في أحداث صغيرة مثل رمي قوارير فارغة من المدرجات.
فالصور التلفزيونية واضحة وليست (فوتوغرافية تتطلب حضور المصور لمساءلته، وإذا لم يأت تغلق القضية)، فالجماهير التي استعرضت في الملعب وقذفت بالحجارة وكل ما كان وجوده قريباً من اليدين تم استخدامه.
ومن القضايا المثيرة من حيث معالجتها والهلال ولجنة الانضباط طرفا فيها تلك القضية التي أغلقت دون الفصل فيها لمعرفة المذنب سواء اللاعب الإفريقي الهلالي إيمانا الذي نشرت له صور في وضع مشين، أو المصورالذي قيل إنه هرب أو هرب للخارج كحادثة أولى لم نسمع بها من قبل في مجال القضايا الرياضية.
ويفترض من لجنة الانضباط في ذلك الوقت أيضا أن تبقي الملف مفتوحا حتى التأكد من سلامة الصورة ليتضح للرأي العام من الجاني ومن المجني عليه، لكن اللجنة تصرفت حسب مزاجها لاحسب القوانين التي تحكم مثل هذه الحالات ويفترض واجبا أن تتعامل مع أحداث ملعب الشعلة.
ويجوز القول إن هروب لجنة الانضباط من مواجهة الموقف وهو قول جائزقياسا على سلوكها، يدفع إلى التساؤل من يحترم من؟.. وقد باتت ازدواجية المعايير واضحة؟..وماذا سيكون موقفها لو حدثت أحداث مشابهة في ملعب نجران أو الأنصار مثلا لأندية أخرى؟.. وماذا أيضا في جانب آخرعن حملة الاحترام التي أشاع تدشينها في يوليوالماضي البهجة والسرور في الوسط الرياضي والتي انطلقت هذا الموسم؟
ويبدو أن حملة الاحترام الهادفة إلى بلورة فكر رياضي حضاري واجهت هذا الموسم ما يشوش على أهدافها، وحملة تحاول إشاعة القيم الرياضية لن تتفاعل أهدافها وقيمها الرياضية إلا في بيئة صحية آمنة ومريحة .
وفي ظل وضع ضبابي ومعايير ازدواجية في تطبيق الأنظمة يصعب الوصول إلى أهداف الحملة، ولابد أن يصاحب الكلام عمل ملموس على أرض الواقع لجعل (الاحترام) جاذباً ويستحق الاحترام، ولعل في تشكيلات اللجان المنتظرة ما يريح الوسط الرياضي ويبعد عناصر التأزيم والاحتقان عنهم.
يبقى القول إن أي خلل في تطبيق الأنظمة واللوائح سيفسد كل عمل جميل مها كان الجهد المبذول فيه، والعدل هو مطلب كل الأندية الرياضية وجماهيرها، وبالعدل تستقيم الأمور وبالعدل تتشكل الأجواء الصحية ويتلاتشى التعصب والاحتقان، وبالعدل تعيش الرياضة في رخاء وسكينة وتنتعش وتتطور.
وتبقى إشارة أن مقولة إن الهلال الفريق المدلل للجان الكروية أصبح أمرا واقعا وملموسا رغم استماتة البعض في التغطية عليه ومحاولة إظهار الفريق الأزرق بالضحية في كل حدث يكون طرفاً فيه.
والمتابع الكروي يكاد يصل إلى قراءة من خلال مايجري على طاولات اللجان وتحتها أيضا وعلى أرض الملاعب، إنه لايوجد ناد ترتجف من هيبته اللجان كما الهلال وفي غيره تصدر القرارات خلال ساعات من وقوع الأحداث.