سعد الرابح.. سعد الخاسر
لم تشفع للكابتن سعد الحارثي اللاعب الهلالي الجديد نجوميته الجماهيرية في البقاء في النصر و(ربما لاعتبارات أخرى) ترك له الباب مفتوحاً للرحيل كإشارة (إدارية) لعدم الرغبة فيه وهو ما حدث.. مع (ملاحظة) أن سعد آخر (المبعدين) من جيل الإدارات السابقة.
والذهول لا يزال يسيطر على شريحة من جماهير النصر، وهم ينظرون إلى نجمهم الذي ظل مفضلاً رغم انخفاض مستواه، وقد ولى -ربّما- إلى غير رجعة واستقر به المقام في نادي الهلال.
وتباينت الآراء، فمنهم من حمل بشدة على الإدارة واتهمها بتجاهل سعد برغبة مسبقة بعدم التجديد معه وأن سعد تعرض خلال فترة الستة أشهر لوعود كاذبة.. وهناك من اتهم مدير أعماله بالتشدد والفشل وخداع سعد بوجود عروض مغرية محلية وخليجية مع ظهور أصوات (يسارية) مرحبة برحيله معتبرة أنه في حكم (الرجيع) الذي تلقفه الهلال.
ومع التسليم أن زمن الاحتراف لا تحكمه العواطف إلا أن حالة سعد تشم فيها رائحة العاطفة (السلبية)، وإلا كيف يفسر رحيل نجم جماهيري من ناديه بـ(بلاش) وتركه على (قارعة الطريق) وصولاً لانتهاء عقده ليغادر بالمجان؟.
ولاعب جماهيري يذهب هكذا دون عائد استثماري كبيع عقده أو إعارته قبل انتهاء عقده على الأقل بسنة لدعم خزينة النادي يؤشر إلى وضع غير عادي في زمن احترافي استثماري تمثل فيه نجومية اللاعب جاذبية استثمارية على المستوى الجماهيري والتسويقي.
والضجة الإعلامية الكبرى حول توقيع النجم سعد للهلال لها ما يبررها لتعاطيها مع حدث -غير عادي- نادر الحدوث بين متنافسين تقليديين ومع أهمية حدث الانتقال إلا أن هناك من وظف ماكينته الإعلامية الضخمة لإضفاء الأهمية على التوقيع كما لو كان القادم مرّ بمعركة كسر عظم بين الناديين.
وما اعتبره البعض انتصاراً هلالياً ليس له ما يبرره.. وأيّ انتصار وعلى ماذا؟.. واللاعب وقّع الاثنين الماضي مع الهلال بعد انتهاء علاقته مع النصر وأصبح لاعباً حراً يمكنه التوقيع لأي ناد آخر.
وقول إدارة النصر إنها قدمت له عرضاً أفضل واختار الهلال ما هو إلى أشبه بإعلان براءة ذمة أمام جماهير النصر.. وسعد وقد حسم أمره يواجه وضعاً جديداً إما أن يكون سعد الرابح أو سعد الخسار؛ ويكون رابحاً إذا حرر نفسه من عقدة نجومية الماضي وتكيف وكيّف مع الوضع الجديد، وتعامل مع الواقع كما لو كان يحرص على فرض وجوده في ظل المتغيرات والأجواء الجديدة بما فيها الجماهيرية.
وإن بقي على وضعه الفني بلا جديد يعتبر خاسراً وقد يجد نفسه مع الاحتياطيين كما كان في النصر، ولكن هذه المرة بجانب عيسى المحياني.. وقد يخسر شعبيته والمستوى الذي راهن عليه الهلاليون.
يبقى القول وأمام الضبابية التي أحاطت بسعد خلال الستة أشهرالأخيرة من عقده التي بقي فيها معلقاً وتيقنه متأخراً أن تعامل إدارة النصر هو أقرب إلى التجاهل من الرغبة فيه.. قرر أن يختار الهلال لـ(مرارة في نفسه) ووقّع على عقد مشروط بإثبات الوجود في فترة ستة أشهر.
كلام ممدوح
وتبقى إشارة خارج الموضوع حول (كلام) الأمير ممدوح بن عبدالرحمن عضو الشرف النصراوي لـ(القناة الرياضية السعودية الأولى) بعيد مباراة النصر والاتحاد التي خسرها بثلاثية وتأكيده أن همه الأول خدمة النصر وأن يراه عائداً للمنصات وأنه مستعد لمساعدة إدارة الأمير فيصل بن تركي إداريّاً وفنيّاً أيضاً.
وما قاله الأمير ممدوح كلام رائع لكنه لا يستقيم واحتجازه لمبلغ أكثر من ثلاثة ملايين ريال ديون مستحقة الدفع للنصر على شركته (ماسا) وخزينة النادي تعاني من ضائقة مالية.. ويبدو من (خطابه الإعلامي الجديد) في هذه الظروف الصعبة إنه يسعى إلى تحسين صورته كمحب للنصر وتقديم نفسه للجماهير كمنقذ.