كلاسيكو (المجلودين)
يجوز تسمية اللقاء المرتقب عصر اليوم في الرياض بين النصر والاتحاد في الجولة 12 من دوري زين بما يحمله من هم للفريقين بـ(كلاسيكو المجلودين) في ديربي الرياض وجدة وبثلاثية في مرمى كل منهما من منافسيهما الهلال والأهلي.
وسيجاهد كل فريق لتصحيح وضعة و(استعطاف) جماهيره الغاضبة على حساب الآخر في لقاء يمكن القول عنه أنه شديد الضغط على اللاعبين في ظل تواضع نتائجهما السابقة وحرجهما أمام جماهيرهما.
والنصر لا جديد في انحدار مستواه، والجديد في تهاوي مستوى الاتحاد بعد فشله الآسيوي في بلوغ النهائي، ويجوز القول إن اسمي الفريقين وقاعدتهما الجماهيرية الكبيرة والصخب الإعلامي يجعل من لقائهما بمرتبة كلاسيكو سعودي.
وعلى الرغم من أن وزنهما الفني متراجعاً إلا أن الجماهير تنتظر منهما لقاءً مثيراً يتناسب ومكانتهما على المستوى المحلي والقاري، كونهما الوحيدين من بين الأندية السعودية اللذين بلغا نهائي كأس العالم للأندية.
ويشترك الفريقان في السوء، وقد يكون النصر متفوقاً بحكم أقدميته، والاتحاد إذا لم يتدارك الوضع مبكراً فقد يمر بما مر به النصر والسلوك السلبي للإدارتين حاضراً في المستوى والنتائج لتواضع إدراكهما لتبعات تصرفاتهما.
فإدارة النصر فريقها يعيش معاناة مزمنة مع هم الرواتب وما خلفته من إحباط مستمر على عقول ومفاصل اللاعبين، ومع ذلك لم تعالج الخلل.. والاتحاد بإدارته (العسكرية) وقرارتها الأخيرة أحدثت شرخاً في توازن الفريق.. وهذا الشرخ الملحوظ ما كان سيحدث لولا تخلصها السريع في الوقت الخطأ من الجهاز الفني بكامله، بدءاً بحسن خليفة وحمزة إدريس ومن ثم بالمدير الفني البلجيكي ديمتري.
والفريقان يقعان في دائرة المعاناة ومركزهما في سلم الدوري بين السادس والسابع يشرح حالتهما الفنية.. واللقاء يمثل الفوز فيه نصراً معنوياً للفائز قبل أن يكون نصراً نقطياً وسيسعي كلاهما لتفريغ جزء من همومه وتخفيف غضب جماهيره بالفوز والخسارة لأي منهما مزيداً من المعاناة.
يبقى القول: إن ما يميز اللقاء أنه يجمع بين مدربين سعوديين، هما الكبتنان علي كميخ من النصر وعبدالله غراب من الاتحاد، والفرق بينهما أن الأول حقق نصراً لفريقه في مستهل عمله الفني بالفوز على التعاون في القصيم.
في حين أن الثاني في حرج شديد وقد مني فريقة مع بداية عملة بهزيمة من منافسة الأهلي.. ولقاء الرياض هو الاختبار الثاني لهما لتأكيد المهنية الفنية للأول وإثبات الوجود للثاني.
وتبقى إشارة لافتة بعيداً عن اللقاء حول تعاقد النصر مع المدرب الكولومبي ماتورانا لمدة ستة أشهر فقط ولا أدري هل هي للتجربة، وقد شبع النصر تجارب أو خوفاً من التورط في مخالصة مالية كالعادة.
وسلوك وقتي في التعاقد من هذا النوع يدفع إلى القول أن التعاقد مع ماتورانا كما لو كان (مدرساً خصوصياً) يستعان به في فترة ما قبل الامتحانات النهائية.
و(العمى الفني) على حاله أيضاً إن صح ما قاله لاعب الوسط العراقي قصي منير عن انضمامه للنصر في الفترة الشتوية وهو الذي تجاوز عمره الواحد والثلاثين، وسبق أن جرب في نادي لحزم موسم 2005.
وعلى الأرجح إن خبر انضمامه للنصر لا يعدو كونه من التسريبات التي عادة ما يتم تداولها مع قرب فترة الانتقالات، كما أن اللاعبين العراقيين والإيرانيين خارج دائرة اهتمامات الأندية السعودية.
وعلى فرضية أن النصر اتفق معه فهو امتداد لهواية الإدارة في إحضار لاعبين أجانب تنتهي مهمتهم بمخالصة مالية (متعسرة) لفشلهم في لعب دور اللاعب المؤثر والأمثلة كثيرة ولا أكابر إن قلت لا يسرني حصرها.
وتبقى إشارة أخيرة أن مقال الأحد المقبل سيخصص لانتقال النجم الجماهيري سعد الحارثي للهلال، وعما إذا كان رابحاً أو خاسراً، والضجة الكبرى التي صاحبت الانتقال.. وعلى ماذا؟.