النصر بين النفي والصمت
** لا أعتقد أن ظروفاً صعبة ومقلقة مرت هذا الموسم بنادٍ سعودي، مثلما هي ظروف نادي الاتحاد، بدءًا من سحب النقاط الثلاث، مروراً بتواصل ظهور العديد من القضايا، وانتهاءً بقلق لا حدود له لدى جماهير الاتحاد؛ خشية صدور قرار بهبوط الفريق.
** ورغم كل هذه المعاناة الاتحادية، نجح الاتحاديون ـ باتحادهم وتكاتفهم ـ في الخروج من الموسم ببطولة، عندما حقق الفريق الكروي لقب مسابقة كأس ولي العهد.
** تكاتف الاتحاديون ـ أو اتحدوا ـ إدارةً وجهازًا فنيًّا ولاعبين وجماهير، واستطاعوا الفصل بين المشاكل والقضايا المالية، وبين مسيرة الفريق الكروي حتى تحقق الإنجاز الذي أفرح ـ ولو مؤقتاً ـ جماهير الاتحاد.
** الوضوح ـ وإن كان إلى حد ما من قبل إدارة الاتحاد ـ ساهم في وقوف جماهير الاتحاد خلف فريقهم، بل ناديهم، واتضحت الصورة حيال الكثير من القضايا رغم أن الجماهير ما زالت تأمل في كشف المزيد، وتحديداً من تسبب فيها.
** على النقيض تماماً، كانت الأمور تسير في نادي النصر ـ وهنا أتحدث عن النصر الكيان وليس الإدارة فقط .
** صمت غريب ومحاولات لإخفاء الكثير من الاختلافات، التي تحولت لاحقاً إلى خلافات عصفت كثيراً بالفريق الكروي، ذهب ضحيتها جماهير النصر الوفية والصابرة.
** أحترم نادي الاتحاد كثيراً، لكن المنطق يقول إن النصر أفضل في كثير من الأمور، إن كان على صعيد لاعبيه المواطنين أو أعضاء شرفه، أو حتى شركائه الاستراتيجيين.
** الفرق أن الاتحاديين اعترفوا باختلافاتهم التي باتت خلافاً، بينما أصر النصراويون أنهم على اختلاف فقط، بينما الحقيقة أنهم على خلاف، بل خلاف شديد للغاية بين الإدارة وأعضاء الشرف، امتد ـ أي الانقسام ـ إلى الجماهير والإعلام، وربما امتد حتى للاعبي الفريق.
** الحقيقة التي يصمت عنها النصراويون اليوم أو ينفونها، هي أنهم على خلاف شديد عصف بناديهم وفريقهم الكروي على وجه الخصوص، وأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ.
** السبب الرئيس لما وصلت إليه الحال في النصر، هو أن النصراويين يواصلون الصمت، بل الأدهى والأقسى أنهم يواصلون النفي، ونعلم أن أول طريق لحل أي مشكلة هو الاعتراف بوجودها، وهو ما لم يعترف به النصراويون.
** ستبقى مشاكل النصر كما هي، بل ستزداد ككرة ثلج تكبر وتتدحرج لتدمر كل ما يقابلها ويصعب إيقافها أو إذابتها، إلا إذا اعترف النصراويون كلهم بأنهم بالفعل على خلاف، بدأ من اختلاف في وجهات النظر.
** ليس الوقت الآن لتحديد من سبب مشاكل النصر، بل يجب أولاً التخلي عن النفي والصمت، والاعتراف بأن هناك مشاكل تتطلب الجلوس وتصفية النفوس، إذا كان النصر "الكيان" يعنيهم بالفعل.
** حتى أعضاء الشرف الذين باتوا اليوم على خلاف مع الإدارة وليسوا على اختلاف، عليهم أن يبادروا لإنقاذ النصر أو على الأقل إنقاذ أموالهم الضخمة التي دفعوها من أجل النصر.
** لو فكر أعضاء الشرف ـ حتى بأنفسهم وأموالهم ـ وليس بنادي النصر؛ فالمنطق يقول إن عليهم الدعوة لاجتماع عاجل لكل أعضاء شرف النصر الداعمين والمؤثرين، بحضور الإدارة لوضع النقاط على الحروف بكل ما يخص الخلافات، والبحث عن حلول عاجلة وجذرية لها.
** أما الصمت والنفي وربما المكابرة، لدرجة أن كل طرف يريد أن تأتي المبادرة من الطرف الآخر، فضحيته النصر الكيان والجماهير الوفية، بل حتى الأموال الضخمة التي دفعها الأوفياء خلال فترات مضت، ويشاهدونها اليوم تذهب هدراً ومع الريح.
** النصر اليوم ـ لمن يريد الحقيقة ـ يذهب ضحية صراعات الكبرياء بين الشخصيات الاعتبارية، التي عليها أن تعي جيداً أن النصر هو من كان وراء شهرتها.
** على هذه الشخصيات الاعتبارية حفظ الحقوق ورد الجميل للنصر الكيان، إن كانوا يتمتعون ـ وكلي عشم أنهم كذلك ـ بالوفاء ورد الجميل.