«مونديال» وداع الأبطال!
“إنهم يعرفون كيف يلعبون الكرة لكنهم ليسوا “مهاجمين”، أعتقد أننا جئنا لسينما أكثر منها لاستاد، لقد تنبأت بكتابة تاريخ وفاة الأرجنتين بمونديال روسيا مبكرًا “مارادونا”!
لم تكن خيبة الأسطورة الأرجنتينية وحده، بل العالم المحب لهذا المنتخب ولعرابه “ميسي”، رغم أنه لم يقدم المنتظر منذ البداية وتأهله جاء صعبًا للدور الثاني، والراصد لهذا المنتخب يشعر بأن هناك “جينًا” غلط بتركيب المنتخب وميسي وسامبولي!
الأرجنتين بلد مصدر لأفضل وأهم المدربين للعالم، فشلت في إيجاد مدرب يعيد لمنتخبها ثقله ومكانته، الأرجنتين خسرت نهائي 2014 أمام ألمانيا، وخرجت من الدور ربع النهائي 2006 و2010م، ومن الدور الثاني في روسيا بعد أن وصلت له بطلوع الروح!
مارادونا ليس بأفضل حالا من مارادونا “جونيور”! فاز مع الأرجنتين عام 86م وخسر في إيطاليا عام 90م، وغادروا من الدور الأول عام 82م وفي أمريكا 94م غادر بالدور 16 بعد ثبوت تعاطيه المنشطات!
فرنسا أعادت الوجه الجميل لنسخة 98م مع زيدان، بلد الموضة والأناقة تقدم للعالم وجهًا شابًّا جميلاً نضرًا بجوقة النجوم الواعدة التي تستعرض بها في المونديال، أعجبني غزالها الأسمر “مبابي” 19 عاماً أصغر لاعب فرنسي في المونديال، سرعة ومهارة وإبهارًا!
رونالدو الآخر غادر المشهد الروسي مبكرًا مع البرتغال، بعد أن عجز عن إيجاد معجزة جديدة لحلوله الفردية رغم تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين ينقصهم الهارموني، واصطدم بالعقدة الدائمة التي تلاحقه من الدوري الإسباني؛ جدار دفاعي صلب على غرار جدار برلين أنشأه أوسكار تاباريز استنساخًا من الداهية دييجو سيموني أمام أفضل مهاجمي العالم لإيقافه بالثنائي خوسيه ماريا خمينيز ودييجو جودين!
هل يلام ميسي أو رونالدو في زمن “الثورة” الكروية الجديدة؟! البرتغال احتاجت استنساخ 11 رونالدو في الملعب ومثلها الأرجنتين، انتهى زمن فرد العضلات الفردية وانقرض وقت الأساطير، كرة القدم لم تعد بحاجة لاستخدام عضلات الجسد، بل عضلات الدماغ/ المخ أيضًا وللاعب الذكي!
انتهى زمن الأساطير والحلول الفردية زمن بيليه، كروييف، مارادونا، رونالدو، زيدان، بيكنباور، ميسي وكريستيانو!
وهذا زمن الكرة السريعة الشاملة والاستحواذ والنجوم الشابة، تلك التي تصنع الفارق مع منتخبات بلادها، مبابي، نيمار، جريزمان، هازارد، هاري، كين، إيسكو، لوكاكو، مودريتش، سواريز وكافاني..!
والآن بعد مغادرة كبار الليجا والعالم “رونالدو” و”ميسي”، هل ستبقى جائزة “البالون دور” العالمية حكرًا على هذين النجمين بعد سيطرة 10 أعوام منذ 2008م؟! أم ستُعطي الفرصة للوجوه الجديدة التي قدمت نفسها بشكل جيد في المونديال؟!