كيف تقتل ناديك
من يتابع تويتر جيدًا يكتشف أن العاطفة هي من تسيّر الجماهير والإعلام، وخصوصًا فيما يتعلق بالأندية التي يشجعونها، الأمور متوازية لدى الجميع لولا أن مراقبة المنافسين سبب التوتر التويتري غير المبرر.
قد أتفق أن نوعية اللاعبين التي تتعاقد معها الأندية سبب منطقي لخوف الإعلامي والمشجع، ولكن هذا لا يعني الغضب لمجرد إعلان المنافس عن تعاقد، فكل التعاقدات مجرد سمك في ماء حتى الإثبات.
وحينما أقول إثبات، فالمقصود أن قيمة اللاعب على الورق قد لا تتفق وقيمته في الملعب، ولنا في الماضي تجارب كثيرة، فكم من لاعبين لم يعجبوا الجماهير وأصبحوا نجومًا وكم من صفقات نجوم فشلت.
الحكم يكون بعد المشاهدة وليس قبلها، وكذلك النقد، بل إن المشجع والإعلامي قد يكونان شريكين في فشل اللاعب “نفسيًّا” قبل حتى أن يلعب؛ لأن هؤلاء اللاعبين يتابعون ردرد الأفعال حول انتقالهم ويتأثرون.
سبق وقلت وأكررها ألفًا إن من يختار المحترفين يختار ترتيب فريقه في سلم الترتيب، ولكن له علينا حق الصبر والانتظار حتى نرى خياراته ولمحترفيه علينا حق محبة تشعرهم أنهم ليسوا محاربين حتى قبل رؤيتهم.
الجوانب النفسية مهمة جدًّا وتلعب دور النجومية في قلب المحترف وعقله وأقدامه، وهذا الحافز لا يملكه إلا الجمهور، ومن يقول إن واجبه الحضور فقط فرأيه مبتور، بل يتجاوز الملاعب إلى صناعة اللاعب.
في اعتقادي أن الإعلامي والمشجع قد يساهمان في رفع حظوظ فريقيهما أو في زراعة الإحباط دون قصد وهنا وجب التنبيه؛ لأن مسألة صناعة فريق “منافس” ترتبط بمنظومة عمل المدرج ذخيرتها وزنادها.
النيران الصديقة حينما تضرب فهي تقتل دون قصد وهي في كرة القدم رصاصات إحباط من الآراء أو حتى الأحكام المتعجلة، التي وإن كانت دوافعها الحرص إلا أنها مميتة؛ ومن أجل هذا قيل: ومن الحب ما قتل.
أتفق مع من يقول النقد الآن وليس بعد فوات الأوان؛ ولهذا نذكر بأهمية المحترفين، ولكن علينا أن نعلم أن منظومة العمل تبنى على القيام كل بواجبه ثم تحفيز الآخرين وحينها فقط نحاسب من أهمل وسقط.
فواتير
ترك ميلان والإنتر من أجل نادينا لم تعد تكفي الآن؛ فالزبائن يبحثون الآن عن مدربنا أشهر من نيمار ولاعبونا أفضل من الدون وميسي،، ومن قوتها طاش البيبسي.