«أجلود» يا دوري بلس
يبدو لي أن الصخب الإعلامي والجماهيري للموسم الجديد قد بدأ مبكرًا وقبل شهر ونصف على انطلاق التنافس للتتويج، بما يعتقد أنها النسخة الأقوى في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين.
كنا نردد دومًا أن قوة وإثارة الدوري السعودي تكمن خارج الملعب حيث مناوشات الإعلاميين وطقطقة الجماهير في مواقع التواصل، ولكني لا أعتقد أن هذا ممكن الآن فمن سيطقطق هي الفرق.
لم يعد هناك مجال للحديث عن التاريخ، فما كانت الجماهير والإعلام تفاخر به لم يكن يخرج عن ذكريات بطولات طفولة وتزوير لعدد بطولات وأرقام من وحي الخيال قليل من ها أنا ذا وكثير من كان أبي.
بل لم يعد للإعلام متسع من انفلات يداوي به جروح ناديه وهم جماهيره بالتقليل أو الإساءة لمنافس فالعواقب جد وخيمة، ولذلك قلت إن المنافسة لن تكون إلا داخل الملعب فقط وليست خارجه.
أجلد وطير الجبهة لن تكون تلك الوجبة التي يبحث عنها إعلامي هنا أو مشجع هناك؛ لأن اللاعب هو من يجب أن يجلد ويطير جباه المنافسين، وزبدة القول إن لم يجلد فريقك فستُجلد أنت معه!.
ما لا يعلمه المشجع أن الإعلامي يبتكر من العبارات ما يشنف به أذانه حين ينتصر فريقه، وتكون حلقته ليلة الخسارة "جاثوما" يربط لسانه ليكتفي بتندر الآخرين، وعليه اليوم أن يستبدل المديح بالنقد.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال موجه إلى المسؤول، وهو إذا ما انصرف الإعلامي إلى نقد عمل وإنصاف منافس، فهل ستنصرف "المنابر واللجان والحسابات الرسمية" إلى العدل أم أن تعصب خائب سيجر تائب وهو ذات السؤال الذي سيطرحه مشجع قرر أن يهتم بناديه يهنئ منافسًا بالفوز ويبحث عن سبب منطقي لخسارة فريقه، هل سيسلم من تفاهة إعلامي يتشغى أو منبر يصنع من مشاعره سهرة وليل حسرة.
سؤال سيجد جوابه المشجع والإعلامي على حد سواء في العناوين والمحاور، ولمَ لا قد يجد ليالي العيد بل وكل عصاريها في حساب "دوري بلس" وتغريداته التي تفوح منها رائحة التعصب والكراهية والدس.
خلاصة القول هو أن الانضباط الإعلامي على مستوى الفرد بديع، ولكنه لا يكفي الحاجة ما لم يعم الجميع، فتنافس الميدان بحاجة إلى عمى الألوان وإلا فالقادم للتعصب صحوة يوقظه الأهوج بعد غفوة!.
وهي الرسالة إلى هيئة الإعلام "أنجزتم العظام وعليكم بالمفلوت من الإعلام فهو بيت القصيد وخاتمة الكلام".