«أوزيل» عنصرية والعرق «تركي»!
"أنا ألماني عند الفوز وعند الخسارة مهاجر! كنت أشعر بالفخر وأنا أرتدي القميص الألماني والآن لا، لن أكون كبش فداء لـ "جريندل" بسبب عدم كفاءته وقدرته القيام بعمله بشكل صحيح"!
كلام جريء ـ كبير من مسعود أوزيل نجم الأرسنال المعتزل للتو اللعب الدولي مع المانشافت؛ للتعامل العنصري الذي وجده من الاتحاد الألماني على خلفية لقاء الرئيس التركي قبل كأس العالم، الذي بُرر باحترام أعلى سلطة بموطن عائلته، وأن لا علاقة لذلك بسياسة ـ انتخابات!
عازف الليل الذي وصفه الألمان بميسي آخر في المانشافت، يمتلك قدمًا يسرى قوية تصنع المعجزات وتحدث الفوارق وتضيف طرقًا معبدة سهلة ميسرة لزملائه، ولا أكثر ولا أجمل من تناغمه هارمونيا مع كريستيانو سابقًا في الريال!
طريقة أوزيل باللعب تشبه لحد كبير طريقة زيدان اللاعب بالتمريرات الذكية واللعب الساحر والمهارات الفذة!
أوزيل اختار اللعب للمانشافت بعد تخليه عن جنسيته التركية 2007م من أجل أن يصبح "ألمانيا"! لكن العرق دساس كما يقولون، فكرامته وعرقه "التركي" الحامي وغيرته كمسلم على نفسه من التميز العنصري والتفرقة أحدث شرخًا وتسبب بإهانة كبيرة بنفسه!
الانتقادات الألمانية لم تتوقف عند هذا الحد بل وصلت لمدير المنتخب "بيرهوف"، الذي طالب باستبعاده بعد الإخفاق في روسيا وتحميله المسؤولية وضعف الأداء!
التعامل العنصري ليس ظاهرة جديدة في أوروبا القارة التي تجمع أكبر نسبة من المهاجرين ـ اللاعبين من أصول مختلفة، ولا أكثر من فرنسا حاملة لقب مونديال 2018 التي ضمت 19 لاعبًا من أصول أجنبية من قائمة الـ 23، التي يعود الفضل بحصولها على اللقب للأقدام السمراء، التي بدأت الآن تأخذ مقاعدها الحقيقية بعد نهاية المشاركة وانقسامها لأمامية وخلفية، سود وبيض!!
أوزيل ليس الأجنبي الوحيد في ألمانيا، فهناك جوقة لاعبين كسامي خضيرة... لكنه من القلائل الذين نجحوا في تخطي معركة الأصول المختلفة والتمييز العنصري في الاندماج بالمجتمع صاحب الثقافات المتعددة!
المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" احترمت القرار معترفة بدور الرياضة بعملية الدمج بالمجتمع الألماني ولكن الحقيقة والواقع غير ذلك!
ورغم الجدل الذي أحدثه القرار في ألمانيا إلا أنه شكّل انتصارًا ـ حرية تعبير للأتراك الذين رأوا فيه هدفًا ضد فيروس الفاشية وعلقوا عليه بتعليق صور أوزيل مع أردوغان في شوارعها الرئيسة!
ألمانيا خسرت لاعبًا مؤثرًا بسن النضج واللاعب كان ساذجًا بما فيه الكفاية ليكون أداة لتحقيق غايات معينة لم يدرك فحواها كما يجب!
إلى من ينتمي أوزيل (دوليا) بعد الآن؟!