تزوجوا في السجن
فشل عادل إمام كثيرا في العمل الفني التراجيدي.. ولو بقي في زاوية الكوميديا لكان خيرا له وأرحم للمشاهدين وأبرك للسينما، لكن بالطبع خاض هذه التجربة عشرات المرات ولم يحقق فيها نجاحا واحدا يستحق البقاء في ذاكرة الناس..
هناك ممثلون تمكنوا ببراعة من اللعب على الحبلين فأضحكوا الناس وأبكوهم، وأهم من يذكر ويكون شاهدا على هذا الساحر الراحل محمود عبد العزيز تغمده الله بواسع رحمته، والصحافة المصرية تناولت طويلا قصة الصراع المفتوح بين الثنائي منتصف الثمانينيات بسبب دور البطولة في المسلسل الاستخباراتي “رأفت الهجان”، حتى حسم الأمر ووقع الاختيار على محمود عبد العزيز وأنقذ الله العمل المثير من الفشل.. ويصنف نقاد فنيون كثر فيلم “حب في الزنزانة”، الذي قدمه عادل إمام مع سعاد حسني وجميل راتب كأحد أهم انتاجات السينما الرومانسية ورغم غرابة القصة وبُعدها التام في جانبها العاطفي عن الواقع الإنساني المعاش إلا أنها أصبحت حقيقة ماثلة تتناقلها الألسن والأخبار.. وقع عادل إمام في شراك محبة سعاد حسني أثناء فترة قضاء كل منهما فترة محكوميته وعقوبته وراء القضبان، ثم خرجت سعاد وهرب عادل إمام وتزوجا، والحقيقة أن نجاح العمل ارتبط بشهرة ونجومية عادل إمام، وقبله أداء سعاد حسني المنسجم تماما مع ملامح البراءة والهدوء المرتسم على وجهها وتقاسيمها.. أما الحقيقة الأهم في الموضوع والقضية ينصّب عند خبر تناقلته المنصات الإخبارية هذه الأيام في أم الدنيا يشير إلى إتمام زواج مكتمل الأركان في غياهب السجون بعد أن سمحت إدارة سجن أسيوط بإتمام مراسم عقد النكاح بين السجينين وليد وأماني بحضور مأذون شرعي وضباط وقيادات السجن.. وبالطبع لا نعرف تفاصيل علاقة وليد وأماني وهل كانت تشير له بالمنديل الأخضر كما كانت تفعل سعاد حسني مع عادل إمام ثم تطورت قصة الحب لتنتهي بالزواج، لكنها مصر في كل الأحوال وكم في مصر من المضحكات كما كان يقول أبو الطيب رحمه الله..
فشل عادل إمام كما قلت دراميا وتراجيديا، لكن زواج سجن أسيوط ربما يجعلني أعيد حساباتي وأقلب ذاكرتي وأندم على آرائي المتعجلة وأحكامي المتسرعة، وربما أذهب بعيدا وأقول يا ليته سرق دور رأفت الهجان وترك الساحر يلطم ويشتكي ويتحسب حتى الموت..!!