2018-08-11 | 23:09 مقالات

قطر وأزمة "البيرة"

مشاركة الخبر      

خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، أصيب المشجعون الإنجليز بالهلع بعدما أعلنت الشركات المصنعة والمستوردة لشراب الشعير "البيرة" أن المخزون الوطني سينفد خلال ثلاثة أيام، قبل أن تتدخل الحكومة الروسية لإنهاء الأزمة بتأمين ملايين اللترات من هذا المشروب الكحولي وإنقاذ البطولة من تقلبات مزاج الجمهور الإنجليزي تحديدًا!.

أزمة انقطاع مخزون البيرة ولّدت مخاوف في أوساط البطولة العالمية من تكرار الأمر نفسه في كأس العالم 2022، خاصة أن روسيا بحاناتها ومصانعها واجهت مصاعب في توفير الكميات اللازمة، وغالباً ستواجه قطر المشكلة نفسها، وهي الدولة التي تعتمد على استيراد حاجة فنادقها وحاناتها من الخارج، علماً أن الدوحة مطالبة بتوفير كميات ستقفز بترتيب قطر بين الدول المستهلكة للكحول من المرتبة 97 إلى المراكز العشرين الأولى أمام روسيا صاحبة المرتبة 23، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية!.

وغالباً لن تؤرق مشكلة "البيرة" الحكومة القطرية، إذ يمكن لتركيا بمصانعها العملاقة أن تزود قطر بـ"البيرة" من خلال الجسر الجوي نفسه الذي دشنته لنقل الألبان، وتبقى المشكلة الأهم في عدم تلبية اشتراطات كراسة التنظيم وخاصة ما يتعلق بالمواصلات والسكن، إذ أدرجت قطر ضمن ملفها مشروع جسر يربطها بالبحرين ويتضمن قطاراً حديثاً وطريقاً سريعة لنقل القادمين من مطار البحرين أو ساكني فنادقها إلى المدن المستضيفة خلال 15 دقيقة، فضلاً عن قطار سريع يربط الدوحة بالسعودية للغرض نفسه، وتعهدت الحكومة القطرية أن يتم الانتهاء من هذه المشاريع خلال عام 2017!

المشاريع التي وعدت الدوحة بها "فيفا" لم تنفذ، بل زاد من صعوبة تنفيذها خطة السعودية لإنشاء قناة سلوى المائية؛ ما يعني تحويل قطر إلى جزيرة عائمة.. العزلة التي تعيشها قطر تعني خروج مطاري البحرين والملك فهد من الحسبة، فضلاً عن خروج فنادق المنامة وأبوظبي ودبي من حسابات الغرف الفندقية المطلوبة، وهذا ما جعل "فيفا" يصدر بياناً مع بدء المقاطعة، يؤكد فيه أنه يراقب الوضع عن كثب، فضلاً عن إعلانه صعوبة إقامة كأس القارات 2021 في قطر والتفكير بنقلها أو إلغائها.

من شاهد مونديال روسيا 2018 على الأرض، لا يساوره شك أن المونديال المقبل سيقام في دولة أكبر من قطر، يمكنها استيعاب ملايين المشجعين، خاصة أن حسابات "فيفا" تمت قبل 12 عاماً من الموعد المحدد للبطولة، وهو خطأ لا يمكن تداركه مع عزلة قطر التي لن تتمكن من الحصول على مساعدة جيرانها أو حتى التواصل معهم.