2018-09-16 | 21:52 مقالات

وداعا يا صديق العمر

مشاركة الخبر      

بالأمس كان أبو عنان بيننا وكما هي الأمور الثمينة في حياة كل منا لا نكتشف قيمتها إلا حينما نفقدها وهو الأمر ذاته الذي أحسه كل الرياضيين بوفاة "أخ" لهم لعل أكثرهم محبةً لم يدرك حجمها إلا ميتاً،
من من الرياضيين لم يتأثر، ومن منهم من لم يصدم بفقد الزميل خالد قاضي؟!، المشهد كان مؤثراً لدرجة السؤال ما الذي كان يفعله هذا المغادر ليجد كل هذا الحزن والعزاء إلا أن تكون محبة رب السماء.
الموت حق لا يعترض عليه مسلم أمر مسلم به ولكن القلوب ترق لمن أحبت فكيف وهو الفراق الأبدي إلا من جنة تجمع الأصحاب والأحباب بعد رحمة وغفران وهو ما نتضرع بها أن تجمعنا مع أبي عنان.
أبو عنان الإعلامي لم يكن كغيره من زملاء مهنته، بل كان متفرداً في شخصيته "نقداً وطريقة"، فمن يعرف أبا عنان يعلم جيداً أن المنقود في حضرته راضٍ وليس غاضباً فهل سمعتم عن منقود يبتسم لناقد؟!
لم أكن أقبل من إعلامي التوصيات وكنت أقبلها خجلاً من أبي عنان، أنت حاد وعليك أن تكون أهدأ، قلمك مؤثر ورأيك مسموع وعليك أن تهتم بالتصحيح ولم لا أقبل من المعلم نسمع منه تقديراً ولا نتكلم.
بالأمس الوزارة تنعي، والرئيس العام يبادر، والصحف تستعرض حياة الفقيد، والأندية تتسابق على البيانات تقديماً لعزاء، والرفاق حائرون مصدومون يبكون حتى توحدت علبة الألوان حزناً على فراق أبي عنان.
تفرد قاضي بإجماع القاصي والداني وهو ما شاهدناه في البرامج ومواقع التواصل، الهلالي قلق، والشبابي يذرف الدموع، والنصراوي يشارك الاتحادي الأحزان وأمير وفاء خالد أضناه الوقوف منتظراً كوالد.
أعطوني "إعلامياً أو رئيساً" لم تسخط عليه المدرجات بل هاتوا اسم رياضي دخلها من الباب ولم يغادرها من الشباك، لم يسلم منها وزير أو فقير إلا هذا الميت كسر عرفها والنطاق حتى غادرها على الأعناق.
دموع "حسن" وضيق "سالم" ومصاب الزملاء يفسرها أحمد "كنت بيننا تبث الفرح والتسامح ولم نكن نعلم بأن "ادعوا لي" هي الصوت الأخير، بل ولم نكن نعلم يا صاحب القلب الكبير بأنك تخفي وراء ابتسامتك مرضاً أتعب منك الشهيق والزفير.
اللهم ألهمنا الصبر.. ووداعاً يا صديق العُمر.