الإعلاميون الرياضيون في الأرجنتين يشخصون رحيل رامون عن قيادة الاتحاد

إقالة دياز.. خطأ جسيم

جدة ـ محمود وهبي

واكبت "الرياضية" أصداء إقالة رامون دياز، المدرب الأرجنتيني، عبر اتصالات مع نخبة من ألمع الإعلاميين الأرجنتينيين، الذين اتفقوا على أن قرار الإدارة الاتحادية جاء متسرعًا، على الرغم من النتائج المخيبة التي حققها المدرب الأرجنتيني في رحلته القصيرة مع الاتحاد، وأن دياز كان قادرًا على تعديل المسار إن حصل على وقت إضافي، خاصة بعد تجربته المميزة مع الهلال وخبرته الواسعة وتجاربه الكثيرة التي لم تخلُ من صعاب شبيهة في أمريكا الجنوبية.


خطأ جسيم
عدّ جيراردو سوبيرو، الذي ألّف كتاب “الفائز الأكبر” عن رامون دياز، أن نادي الاتحاد ارتكب خطأ كبيرًا بإقالة دياز الذي قاد الهلال نحو لقبين محليين ووصافة في دوري أبطال آسيا، بعيدًا عن إنجازاته الكثيرة في محطاته التدريبية الأخرى. واستعان سوبيرو ببعض الفقرات من كتابه عن دياز، ليشير إلى أن الأخير يملك شخصية المدرب البطل، واستمدها من مشواره الناجح لاعبًا ومن فلسفته التدريبية الخاصة، إضافة إلى شخصيته القيادية الإيجابية التي تقوده إلى بناء علاقات قوية مع اللاعبين، وهي الصفات التي حوّلته إلى أحد أعرق المدربين في تاريخ الأرجنتين.

لحظة غضب
عاد فيديريكو برامل، الكاتب في موقع “Oh My Goal” الرياضي، إلى تجربة رامون دياز في موسمه الأخير مع ريفر بليت، وتحدّث عن معاناة الفريق تحت إدارته في 10 مباريات متتالية امتلأت بالشكوك والتغييرات، قبل أن يحوّل أسوأ لاعبيه إلى الأفضل مع مرور الجولات، إلى أن تُوّج بلقب الدوري بعد فوزه بنتيجة “5ـ0” على كيلميس في المباراة الأخيرة. واستعان برامل بهذه التجربة ليعتقد أن قرار الإدارة الاتحادية جاء في لحظة غضب، وعدّ أن الاتحاد قد يندم على قراره لأن رامون اعتاد على أن يكون من يضحك أخيرًا.

قرار متسرع
كشف فيديريكو ديل ريو، أحد أبرز الكتاب في صحيفة “أوليه” اليومية العريقة، أن الإدارة الاتحادية تسرعت كثيرًا في قرار الإقالة، خاصة أنها جاءت بحق مدرب يملك خبرة طويلة ومسيرة مليئة بالنتائج الجيدة، كما رأى أن المدرب الأرجنتيني كان قادرًا على استخدام خبرته وتجربته لقيادة الفريق نحو نتائج أفضل لو مُنح الوقت الكافي. ونوّه ديل ريو بالمدرب الذي أثبت نفسه على الأراضي السعودية مع الهلال، وأشار إلى أن دياز لم يكن يتوقع الإقالة في هذا الوقت، فهذا السيناريو لم يحدث له طوال مسيرته.

إقالة صادمة
ويوضح أرييل كريستوفالو، الكاتب في صحيفة “أوليه”، أن رامون دياز هو أفضل مدرب أرجنتيني في الوقت الجاري من ناحية الإنجازات، وهذا ما جعله متفاجئًا من سرعة القرار الاتحادي بإبعاده. وأضاف الكاتب الأرجنتيني أنه من المستحيل تقييم تجربة مدرب بهذه السرعة، خاصة أنه حقق ألقابًا لجميع الأندية التي درّبها، مشيرًا إلى أن قرار الإقالة وصل إلى الصحف الأرجنتينية ومشجعي نادي ريفر بليت بشكل صادم.

خطوة ناقصة
ويرى فيديريكو لوبيز، الكاتب في موقع “لا باجينا ميلوناريا” الشهير، أن هذه الخطوة الناقصة لن تؤثر في مسيرة دياز؛ لأنّه سيحصل في وقت قريب على عروض كثيرة، ومن بينها خيار قيادة المنتخب الأرجنتيني الذي يقوده مدرب مؤقت منذ نهاية المونديال الروسي. وأكّد لوبيز أنّه كان من بين الذين عارضوا فكرة انتقال دياز إلى الملاعب السعودية في عام 2016، لكن الصورة تغيّرت بعدما شاهد تألقه مع الهلال وتعلّق الجماهير الهلالية به، خاصة أن أغلبية مشجعي ريفر بليت يعرفون تفاصيل كثيرة عن محطته الناجحة مع الهلال. ووصف لوبيز قرار الاتحاد بالمتسرع بعض الشيء؛ لأن دياز يدرك كيفية تعديل المسار مستفيدًا من خبرته الكبيرة.

أسباب خفية
ويشير إيمانويل سيرويا، الكاتب في موقع “لا باجينا ميلوناريا” المختص بأخبار نادي ريفر بليت، إلى أن قرار الإقالة كان مفاجئًا لقصر مدة تسلّم دياز إدارة الجهاز الفني، ويرى أن القرار كان متسرعًا حتى وإن عاش المدرب الأرجنتيني فترة متأرجحة في بداية مشواره مع الاتحاد، ووصف سيرويا المدرب دياز بأحد مدربي النخبة في العالم، قبل أن يشير إلى احتمال وجود أسباب أخرى لقرار إبعاده بعيدًا عن النتائج المخيبة، خاصة أنّه تسلّم قيادة الفريق الاتحادي بعد تجربة ناجحة للغاية مع الهلال.