احذر من «البرازيلي» إذا غضب!
في بطولة القارات بالمكسيك سنة 1999م، التقت السعودية بالبرازيل في مباراة من التاريخ ما زلت أذكر تفاصيلها مجتمعة؛ وأذكر كيف جعلنا النجم السعودي الأسمر مرزوق العتيبي نعيش الحلم واقعًا، عندما رسم الفرحة في قلوبنا وعقولنا بهدفيه الخياليين بشباك السامبا بدقائق لحظة انهيار للقوة البرازيلية بعثرتها يمينًا ويسارًا!
أهداف النجم الواثق من نفسه العتيبي دفعت شباك محمد الدعيع ثمنها أضعافًا مضاعفة ثأرًا من "الولد الجريء"؛ واستثارت حمية رونالدينهو ورفاقه وغيرتهم على سمعة السامبا، بثمانية أتخمت عقولنا قبل قلوبنا، ولا تزال في الذاكرة كندبة قديمة أبى الزمان أن يمحوها!
مع مباريات الدورة الرباعية الودية الدولية الحالية تحضر الذكريات "حلوها ومرها"، وأدوات الماضي داخل وخارج الملعب، حسين عبدالغني الحاضر الوحيد شاهد على زمن الـ99م في الميدان وخارجه، حسين الصادق الحارس الاحتياطي آنذاك مدير المنتخب حاليًا!. السعودية تستقطب العالم وتدهش المليارات من حوله، وتستضيف هذا الأسبوع أهم مركزي ثقل للكرة العالمية البرازيل والأرجنتين، ضمن أهداف هيئة الرياضة بإثراء الحركة الرياضية في المملكة، بما يتواكب وأهداف رؤية 2030!
طموح عظيم يرمي إليه المسؤولون عن رياضتنا من وراء تخطيط كهذا، يجلب قمة هرم كرة القدم العالمية على أراضيك للاحتكاك والاستفادة وزيادة الجرعة الخبراتية، هدف عالي المقام كهذا بإمكانه محو الصورة "الرمادية" بعد كأس العالم، واللعب المشرف أمام بطل العالم سنوات!
والاستفادة الفنية "العميقة" كمحاضرة تطبيقية عالمية، ستفيد العنصر الشاب الجديد للمنتخب والبقية الباقية من قائمة كأس العالم الأخيرة! هدف كهذا سيحدث نقلة نوعية إيجابية لصالح كرتنا ونهضتنا العالمية وتنميتنا الرياضية!
ومثل هذه اللقاءات للاستفادة الفنية خارج إطار المنافسة والندية كمنطق، تستطيع منازلة منتخب "نموذج" قدوة لتستفيد منه وتتفوق عليه إذا امتلكت أجنحة إضافية متى أجدت اللعب على أوتار "الثقة بالذات"، ودفعة لأداء جيد بآسيا الميدان الذي لا أعذار لنا فيه! البرازيليون الشباب/ نيمار وكاسميروا ولوكاس وفيرمينو وأليكس، والمخضرمون/ تياجو سيلفا وفيلبي وكوستا كل منهم يحمل "في جمجمته" عقلية خمس كؤوس عالم مجتمعة، كرة القدم يرثون جيناتها من أهاليهم، وإذا كان الإنجليز "مخترعي" كرة القدم، فإن أساتذتها هم البرازيليون!
لتكون لنا كلمة حق "إيجابية" تجاه كرتنا السعودية أمام أبطال العالم، نجتهد ونقدم أفضل ما لدينا، فالأرض أرضنا والجمهور شعبنا، ولا نتأمل ما يفوق قدراتنا، الأهم الاستفادة، وإذا أتى المحال فهذا إثبات على نجومنا رجال لا أكثر! منتخبنا العزيز؛ احذر من البرازيلي إذا غضب!