آسف..
فين نصرفها
لكل حدث مؤشرات تدل على قرب حدوثه، وكرة القدم هي أم الأحداث التي تدل فيها البعرة على البعير، فمن يترنَّح لابد أن يسقط مهما صمد، والأهلي كان وبجدارة بعير الجولة السادسة الذي سقط سقوطًا مدويًا.
مخطئ مَن يرمي بكارثة الاتفاق على مدرب، أخذته عزة الهجوم المتهور بإثم ستة موجعة، ومخطئ مَن لا يجعل له نصيب الأسد منها، لأن اللاعب مدان فالغيور منهم لن يستقبل فريقه هذا الكم، ولو لعبوا بلا مدرب أصلًا.
نأسف لفضيحتكم، اعتذارٌ قد يُقبل بعد زوال آثار الصدمة، لكن لن يقبله “تاريخ”، قام بتوثيقه صوتًا وصورة وأمام الجميع، ونأسف التي نطق بها الرئيس، ثم نائبه لن تحيي الأمل يا “محياني”، إلا أن يكون الأسف بطولة
ما زلت أعتقد جازمًا أن مشكلة الأهلي التي عجز الزمان عن تغييرها، تكمن في أحادية القناعات، والانفراد بالفهم دونًا عن الآخرين، والنصيحة التي كانت بجمل هي التي أسقطت الجمل، والحديث هنا عن الخيارات.
سبق وكتبت مرارًا وتكرارًا، أن الأجانب الثمانية لن يستطيع الريال وبرشلونة جلبهم وضمان نجاحهم، وسبق وقلت إن الذكاء يفرض الاحتفاظ بلاعبين جيدين ومجرَّبين، ولعل جمل أستراليا ذا السنامين خيرٌ من إسباني بسنام،
ثم أعود إلى مرض أهلاوي أعجز أطباء الإدارات تاريخيًّا، وهو ذلك البرود القاسي الذي يشل أطراف لاعبيه بطئًا، وعدم جدية فكرة الأهلي البطيئة في البناء والرتم، ثقافة تخلت عنها البرازيل وما زال الأهلي يتمسك بها.
ثم أعود على بدء، ذكرت فيه أن المدرب سبب بالمكابرة، واللاعبون سبب بغياب المسؤولية والغيرة، وأضيف إليهما قرارًا إداريًّا فنيًّا “متفردًا” خارج الملعب وعاجزًا عن إدارة الأزمة داخل الملعب بالتدخل لتقليص الخسائر.
أحبائي في إدارة الأهلي، بناء الفرق لا يكون باختيار مَن يمثلها فنيًّا فقط، بل وباختيار مَن يرى في التعادل “عارًا”، فالفرق تقاد من الداخل قبل أن يقوم المدرب من مقعده، وقبل أن يتأسف الرئيس، وينام المدرج تعيسًا.
عزيزي موسى، اللاعبون أجانب، والحكام أجانب، وناديك لم يقدم “كابتنًا” يدير أزماته في الملعب منذ “عبد الرزاق”، والأهلي في حاجة إلى قائد وليس “عريفً فصلٍ”، وبداية التصحيح تبدأ من هنا، كلام خبراء وليس أنا.
عزيزي الرئيس، وعزيزي النائب، الأسف يُحسب لكما لا عليكما متى ما كان كاملًا، ولن يكون إلا إذا تبعه إجراء عملي معلن بتغيير لاعب، وإنذار متقاعس، واختيار قائد أقنع المجانين بالمواقف، أما آسف فأنا آسف.