الصغار «ورطوا» الكبار
"تحقيق المنتخب السعودي الشاب لقب آسيا سيكون دافعًا للجميع؛ نتطلع لأن تستفيد الكرة السعودية منهم؛ فوجودهم مهم جدًّا، وكرة القدم لا تعتمد على السن، بل على الأداء، والخبرة تكتسب بالممارسة"!
*حسين عبدالغني، صحيح الكرة لا تعتمد على السن "عبدالغني" بدليل وجودك بالمنتخب، وقد تخطيت الـ40، ولكنها أيضًا تعتمد على "العطاء" بالملعب؛ فهناك لاعبون تخطوا الـ40 وعطاؤهم يفوق أبناء الـ20، المسألة مسألة عطاء وبذل، أمانة ومسؤولية، ومن لا يستطيع حمل المسؤولية فليتنحى جانبًا أفضل من شغل مركز بلا فاعلية!
إنجاز شباب الأخضر عظًم المسؤولية/ ضاعفها على الأخضر "العود"، تواجد تطعيمة من الشباب الثلاثي الأبرز سيضفي الحركة والديناميكية والحيوية، فالشباب سيفيدون/ يستفيدون والمخضرمون الأوائل سيضيفون خلاصة خبرتهم التراكمية، وكلاهما مكمل للآخر لتشريف الوطن الذي يبذل الغالي والرخيص لأبنائه، ولا أكثر وأعظم من دعم واهتمام ومتابعة سيدي ولي العهد بالرياضة والرياضيين من أيادٍ بيضاء وتذليل صعوبات...!
وتبقى على عاتق بيتزي مهمة الدمج المدروس بين عنصري الخبرة/ الشباب لتغطية نواقص الآخر على طريقة الهارموني والانسجام، وكنت أرى لو تدرجنا بالوديات تصاعديًّا بدلاً من أن نلعب أمام النخبة "البرازيل" والعراق في البطولة الرباعية، وبعدها هبوطا "لليمن" والأردن، مباراتنا أمام النشامى لا غبار عليها كودية تخدمك بالآسيوية، لكن ما مبرر اللعب أمام منتخب يتجاوز تصنيفه المئة بالعشرات، ليس له دوري مؤثر ولا إنجاز؛ فأي قناعات لدى بيتزي/ المسؤولين بذلك؟! ولو لعبنا مع منتخب خليجي ومن شرق آسيا لكان أجدى؟!
وبالنسبة لصناعة استراتيجية "المهاجم الوهمي"؛ تقنية ممتازة في عالم كرة القدم مثمرة/ إيجابية، رأيناها في روما مع توتي أيام سباليتي، كان أبرز من قام بهذا الدور، وعمل عليها السير أليكس فيرغسون مع المان يونايتيد عندما كان يلعب بروني ونيفيز ورونالدو في الهجوم، ولم يكن لأي منهم دور محدد/ صريح؛ ما شهد تألقهم جميعًا، واستخدمها فينغر مع الأرسنال، لكن خير من أبدع فيها "البرغوث" ميسي مع الداهية جوارديولا زمنًا ما!
وأود التشديد على مسألة ضرورة تحرير المنتخب من الضغوط والمطالبات؛ فهم يدركون المسؤولية وثقتنا بهم لينتجوا وينجزوا، ولو سألنا أنفسنا عن أحد أهم/ أقوى أسباب تفوق الشباب وإنجازهم الآسيوي؛ بعدهم عن المطالبات والضغوط والفلاشات السلبية فيضيعون ويتشتتون!
ومثلما لكل مباراة ظروفها وأوضاعها فلكل بطولة طقوسها ووضعها، قوتها وضعفها، صحيح آسيا هدفنا ومكاننا المعتاد بالقمة، لكن الثقة والدعم بهذه المرحلة أهم من غيرها.. والله الموفق.