2018-11-25 | 01:40 الكرة السعودية

7 سنوات.. والاتحاد لا ينتصر

صورة التقطت للاعبي الاتحاد يحتفلون بهدف نايف هزازي في شباك الأهلي في مباراة الدور الأول لموسم 2010ـ2011 (أرشيفية)
جدة ـ فرج الشمري
مشاركة الخبر      

هذا عام يغاث فيه الاتحاديون وفيه يهزمون.. عام استوى فيه كلام الأصدقاء والأعداء وما بينهما.. هزائم لا تتوقف وخسائر لا تبدو لها نهاية.. كرة القدم فوز وخسارة ويأتي ما يسمى بالتعادل يساوي بين الوجوه.
فلا فرح ولا حزن إلا بحسابات المصلحة الطارئة.. كرة القدم هذه تأخذ من السلوك الإنساني السوي أشياء كثيرة، لكنها تجعل من أهم العلاقات الاجتماعية والبشرية تنفيسًا لمفاهيم ترسخت في أنفس الناس في شرق الأرض ومغربها.. في كل مكان يجدر أن يأتي الارتباط مع الجيران بشيء من الود والتقارب الذي يصل أحيانًا كثيرة لمرحلة المحبة، إلا في لعبتنا التي شغفت القلوب عشقًا وهيامًا.. كرة القدم تدفعك إلى كراهية جارك بكل ما تستطيع من الأحقاد والضغائن.. في حياتنا وتعاملاتنا تهب مغيثًا لجارك من كل نوائب الدهر ولياليه السود.. هذا في حياتنا.. في كرة القدم الأوضاع مختلفة تامًا.. حينما يسقط جارك ويحتاج إلى أحد أيًّا كان هذا الأحد لإنقاذه ومساعدته على الوقوف مجددًا، فلن تكون أنت أبدًا.. حينها ستتمنى أن تلقاه في أرض خالية لا لمساعدته وإنما فقط لتجهز عليه..
يتلمس الاتحاد الآن وضعًا يعده أنصاره مأساويًا لم يسبق لهم التعايش معه طوال التسعين عامًا التي تنفس فيها العميد الجداوي الكبير، كأعرق الأندية الكروية السعودية.
الموسم يوشك على تجاوز نصف منافساته.. الاتحاد "يترنح" ليس بعيدًا عن المنافسة وأجواء الأمجاد والبطولات والمنصات.. هو في آخر الصف.. وحيدًا غريبًا في أرض غريبة..
اليوم يلتقي الأهلي بالاتحاد.. مباراة صاحبها الجدل والكلام الكثير في كلا المعسكرين.. كانت في موعدها ثم تأجلت ثم عادت.. ولا أحد يعرف من سيقول عادت وليتها لم تعد.. الأهلي ينافس على الدوري والاتحاد في ذيل الترتيب.. يستوجب علينا هنا تنشيط ذاكرتنا والعودة قليلًا إلى الوراء.. سبع سنين عجاف لم يعرف فيها الاتحاديون طعم الفوز على الأهلي في الدوري.. سبع سنين خضر تلونت وتصبغت بكل ما هو أهلاوي.. ما كان دور النمور فيها إلا أجساد أثخنتها طعنات لا ترحم.. يتمنى الاتحاديون هذا المساء أن تنجلي الغمامة ويبدأ التصحيح من الباب الكبير، حتى يقولوا إن الاتحاد كبير دائمًا ويعرف متى وكيف وأين يعود.. أما الأهلاوي فيحلم بأن تكون هذه الأمسية فصلًا جديدًا من سبع أُخر يابسات.
منذ انطلق السباق الكروي هذا العام والاتحاديون لم يتبادلوا كلمة "مبروك".. اكتفوا بالحزن والصمت والأماني والدعوات أن يعدل الله حال فريقهم.. كرة القدم يمكن تعريفها بالقول هي أن تهزم خصمك حتى تصبح فائزًا.. وحينما تهزم جارك فأنت في هذه تصبح بطلًا حتى وإن لم تتوج آخر اليوم.. يلتقي الاتحاد والأهلي في ديربي جدة الكبير.. والفائز سيكون عريسًا متوجًا، وستغني له عروس البحر الأحمر حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود.