عودة «زيزو» الاستراتيجية
تلميح إنزو نجم لوزان السويسري نجل زيدان عن عودة والده للتدريب مجددًا، بعد فترة توقف "استراتيجية" رحل فيها عن النادي الذي ارتبط بذهنه ووجدانه حقبة من الزمن لاعبًا/مدربًا بالكاستيا/الأول، والنجاحات الخيالية التي حققها معه خلال عامين ونصف، شكلت إمبراطورية تدريبية لا يشق لها غبار، وبصمة خاصة بالفوز بالشامبينزليج ثلاث مرات متتالية، كإنجاز تاريخي، والفوز بتسع بطولات مختلفة!
ولا يزال الارتباط النفسي/الذهني مستمرًّا بين عائلة زيزو ومملكة الريال من خلال أبنائه الأربعة والأكاديمية؛ فأصغرهم لوكا الاختيار الاستراتيجي الرابع لحراسة مدريد!
لم أستغرب رحيله عن العشق مدريد وساحة السانتياجو برنابيو، بعد ثورة من الإنجازات والنجاحات والبطولات، فالمرء يترك من أحب مجبرًا أحيانًا لا بطل؛ لقناعة بنفسه أنه لم يعد يملك المزيد ليقدمه، وربما يصل لمرحلة من التشبع ورضا عن الذات يتخلى فيها عن كل شيء بضمير مرتاح! ولا أحتاج لإعادة نبش العلاقة غير السوية بين زيزو والعجوز بيريز المتعجرف!
إعلان زيدان العودة الاستراتيجية نهاية لفترة توقف "صحية" ومحاسبة للذات "الكبار من يفعل ذلك"؛ فإن اعتليت القمة لا بد من مواجهة صادقة مع الذات، ماذا قدمت بالماضي؟! فيما نجحت وأخفقت؟! وكيف أطور ذاتي وأبدأ مرحلة بنفس جديد وطموح آخر؟! وكيف أطور ملكاتي التدريبية وأستعيد استراتيجية "شحن ذاتي" لأضيف وأصعد وأعلو لا العكس؛ فيقال عني "كان يا ما كان"!
رحيل زيدان عن مدريد غلطة عمر ليس لبيريز حيلة فيها، وما عليه إلا الاعتراف بالفراغ الذي تركه زيزو ورونالدو!! فمن الصعوبة تعويض كنز زيزو؛ الفكر، الانتماء، الدهاء، والحنكة! ومن كبوة لوبتيجي "المنحوس" صاحب النتائج السيئة لرحمة السماء لبيريز بسولاري، الذي يملك بعض جينات زيزو التدريبية، وخبرة التصعيد من الكاستيا للأول واستمرار النجاحات مؤشر حيوي على أنه "ربما" البديل الاستراتيجي!
زيدان من الحكمة والخبرة والدهاء لاختيار محطته "الموازية" المقبلة، إن لم تكن الأفضل؛ فمن الصعب أن تبدأ من القمة وتنحرف للأقل ما لم يكن للأفضل!! يقول زيزو ملمحًا بانتقاله لليوفي سابقًا: "أتمنى الذهاب لإيطاليا قريبًا وقضاء بعض الوقت، تحياتي للجميع فورزا يوفنتوس"، وقد سبق له اعتناق ملة اليوفي الكروية لاعبًا زمنًا ما، واستمر سنوات ولا يقل مكانة وحبًّا لديه عن مدريد، كما أن فيه صائد أفكاره ومترجم خططه توأمه الروحي رونالدو! وبعد فوزه بجائزة المدرب الأفضل 2018 من حقه ألا يتنازل عن القمة بالموطن الذي سيختار حط رحاله فيه!