ديربي «المؤقت والفرعون»
أجبرت الظروف مجتمعة النصر لدخول الديربي مع الهلال في الجولة 12 من الدوري بشعار القتالية؛ كونه لقاء مصيريًّا إما الحياة أو الموت، وإما النصر أو النصر! بعد الخروج المر من العربية والهزيمة غير المتوقعة من الوحدة في الدوري؛ الوحدة الذي جهَز النصر للهلال على طبق من فضة وسلبه ثلاث نقاط هو الأحوج لها بسباقه المحموم تجاه الصدارة التي يريد تجريد الهلال منها!
أخشى على النصر من نواحٍ عدة؛ من الاحتقان الذي يضع نفسه فيه ومن شن غارات لا تنتهي ضد الخصوم الخاسر فيها هو بلا أي شك؛ فقضية حكم المولودية ولاعب المواليد ووو.. لم تأتِ بشيء! ومن حالة التشتيت المستمرة والمعارك الوهمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع!! إقالة كارينيو لم تكن حلا الآن والبديل "المؤقت" مجتهد ليس أكثر، وصفقة الـ40 مليون يورو بلا نتاج مواز للمبلغ؛ موسى لاعب كبير/ مونديالي لكن لا الزمان زمانه ولا الملعب مكانه ولا طقوس اللعب توائم فكره الكروي، المساحة والاختبار أمامه بالمباراة "المحك" لنرى ماذا سيقدم أمام الند الغريم المسيطر "البعبع" الذي لا يغلبه غلاب، ومعه "الفرعون" خيسوس!
الامتحان الأعظم للنصر وموسى وأمرابط.. سيكون أمام الهلال، وعليه مواجهة حقائقه.. نواقصه واعتماد الحالة الإسعافية التي يستطيع من خلالها الخروج من وضعه بنزيف النقاط! قلتها مرارًا لا يكفي الاستعداد الفني هناك الأهم كتهيئة وترتيب وضع؛ "الاستعداد الذهني/ النفسي"، قتالية النصر ستفتح بابًا لا يسد من "الاحتمالات" له وعليه، خاصة وهو يواجه القوة الضاربة بمباراة يريد منها العودة والاستشفاء والتعويض!
النصر "بالمؤقت" هيلدر يستطيع وهو بحاجة لنقاط الهلال لتزيد لديه معدلات الأندروفين، ويستمر بالشعور بقيمته الفنية بالدوري، والهلال "بالفرعون" البرتغالي يسيطر على كل شيء ولديه محفزات ومقومات تدفعه للأمام والأعلى! هيلدر معروف لخيسوس؛ فقد كان إحدى أدواته ببنفيكا والعارف لا يعرف، ولديه تفهم كامل بمدى إدراكه واستيعابه العقلي والفني ومدى ذكائه بوضع بدائل إدراكية بمركز ما، لكني أؤمن بأن التلميذ أحيانًا يتفوق على معلمه ومن أهون سبب!
المباراة رغم قوتها الفنية وأهميتها الجماهيرية من أغلى المباريات من الناحية السوقية للاعبين بملاعب القارة الصفراء! وبلقاءات الديربي باستطاعتك توقع ما تشاء، ولكن الحقيقة على الواقع واقع آخر، فهذه المباريات تحكمها الحساسية بالدرجة الأولى ومقاييس أبعد من مجرد ندية وتنافس لرغبة بإثبات الذات وكسر شوكة الآخر والتفوق عليه، لكني أتوقع نجومية المغضوب عليها دائمًا "الفار" وببراعة شديدة جدًّا!