تاوامبا..
يتيم شقي.. لم يخسر ابتسامته
انطلقت صرخة من قلب منزل متهالك في مدينة ياوندي، حيث رُزقت عائلة جايل تاوامبا بطفل جديد يتمتع بصحة عالية وجسد قوي، فيما عدّ الوالدان ابنهما لياندر فرصة إلهية لتحسين مستوى المعيشة وسط زحام العاصمة الكاميرونية، التي يعمل أهلها على صناعة التبغ والبلاستيك والألبان والكاكاو وقصب السكر.
كان الأب يعمل سائقًا بشاحنته الصغيرة، وتساعده زوجته بخياطة الملابس والمنسوجات المنزلية، آنذاك كان لياندر يتعلم في المدرسة ويلعب كرة القدم في الشارع، ومن ثم احترف اللعبة عام 2007، في أكاديمية محلية اسمها “إيجل رويال”، وبعد مرور 5 أعوام توفى الله والده، واضطر الابن إلى المغادرة باتجاه جنوب إفريقيا، كي يلعب ويتقاضى راتبًا لا يتجاوز 3 آلاف يورو.
اعتقد تاوامبا أن انتقاله لفريق “إف سي كيب تاون”، سيساهم في انتقاله إلى أوروبا، ويصبح نجمًا على غرار صامويل إيتو مواطنه الشهير، لكن الابن ضاع وسط المواهب الإفريقية الخامَة، حتى أقنعه المدرب جوزيف فوكوشيتش بالذهاب إلى سلوفاكيا واللعب لفريق مغمور يدعى نيترا، واستمرت العلاقة بين الثنائي لعدة أعوام، وانتهت بينهما في نادي أهلي بنغازي بسبب الحرب الأهلية الليبية.
ودفع الصرب 400 ألف يورو في شتاء 2017، كي يغادر تاوامبا الدوري الكازاخستاني ويلعب في صفوف بارتيزان بلغراد، هناك تمكن المهاجم العملاق “1.89 سم”، من تحقيق أحلامه باللعب في دوري أبطال أوروبا، وتسجيل أهداف في شباك يونج بويز وأولمبياكوس ودينامو كييف، وحينما همّ بمغادرة شرق أوروبا قبل 8 أشهر، اعترف لشبكة “سو فوت” بقوله: “تلقى وكيل أعمالي عدة عروض جديدة، ومن الرائع لي تجربة اللعب في بلد جديد”.
يسكن تاوامبا “28 عامًا” مع زوجته وطفلته في مجمّع سكني راقي في مدينة بريدة، وعند انتهاء كل تمرين يقود سيارته من طراز “هونداي 2018”، مصطحبًا عائلته إلى أحد الأسواق التجارية أو المطاعم الشهيرة، بينما يجد رأس الحربة صعوبة في رفض الصورة التذكارية مع المشجعين، ويتحدث عنه خالد البراك مدير الإعلام في نادي التعاون قائلًا: “إنه شخص ودود وطيب وروحه جميلة، وحينما تشاهده تعتقد أنه يلعب هنا لأعوام طويلة”.
دخل المهاجم الكاميروني قلوب أهل القصيم قبل 5 أشهر، حينما رقص على أصداء الأغنية السعودية الخالدة “عاش سلمان”، فيما اعتاد ناشئو التعاون على تقليد احتفالاته اللافتة بعد كل هدف يسجله في الدوري السعودي، وقبل فترة نصحه مسؤولي النادي بالتوقف عن إعادة تغريد ردود المشجعين عبر تويتر، حيث اعتقد تاوامبا أن كافة الرسائل التي تصله مجرد محبة وإعجاب، وليست رسائل غاضبة من جماهير أندية أخرى.