الجنادرية العالمية
يفتخر الوطن بتوالي المنجزات والتظاهرات التي تستقطب أنظار العالم ويشيد بها البعيد قبل القريب، فبعد نجاح سباق "فورمولا إي" والفعاليات العالمية المصاحبة له يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ غداً النسخة الثالثة والثلاثين من مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، مما يحفزني إلى إعادة المطالبة بتطبيق فكرة "الجنادرية العالمية".
يتهمني المقربون مني بأنني إذا آمنت بفكرة أكررها في جميع الوسائل دون كلل أو ملل حتى ترى النور أو يمنعني سبب خارج عن الإرادة من مواصلة التكرار، فقد كنت أكثر من طالب بتحويل اليوم الوطني إلى إجازة رسمية وحين تحقق ذلك بدأت أطالب بإجازات أخرى مثل "يوم المؤسس ويوم الشهيد" وغيرهما، كما كررت المطالبة بتغيير إجازة نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت فتحقق ذلك مما حفزني إلى الكتابة عن "الجنادرية العالمية".
الفكرة باختصار هي تحويل مهرجان الجنادرية الذي يختصر في أسبوعين أو ثلاثة إلى مشروع سياحي وطني يشبه "القرية العالمية في دبي"، فجميع مقومات النجاح متوافرة في قرية يتم استثمارها لفترة وجيزة ثم يتم هجرها حتى العام القادم، في حين يمكن استثمارها على مدى ستة أشهر أو تزيد لتشكل رافداً سياحياً واقتصادياً يوفر متنفساً للمواطن والمقيم والزائر كما يفتح باب رزق للكثير من الشباب الذين سيجدون أرضاً خصبة للاستثمار وتنمية رأس المال الصغير يتحوّل بإذن الله إلى مشروعات عملاقة من خلال "الجنادرية العالمية".
تغريدة tweet:
أتذكر أنني كنت أتحدث عن الجنادرية في بداية مطالبتي بالاحتفاء باليوم الوطني، إذ كنت أمني النفس بأن ينطلق المهرجان في 23 سبتمبر من كل عام حيث الطقس المعتدل والمناسبة الوطنية التي كانت تمر دون أن نشعر بها، واليوم أكرر المطالبة بدمج الاقتراحين بحيث ينطلق مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في اليوم الوطني ويستمر لمدة ستة أو سبعة أشهر ولا يقفل أبوابه إلا بنهاية شهر إبريل، فنضمن بذلك الاستثمار الأمثل للأموال التي تصرف على القرية ونفتح نافذة سياحية رائعة تغطي جانباً مهماً من موروثنا الثقافي والاجتماعي يعكس صورة إيجابية عن هذا الوطن الذي نعشق ترابه، ويقيني أن الفكرة متى تمّت دراستها من خلال اللجان المختصة ستجد الآلية المثالية لتطبيقها على الوجه الأمثل بإذن الله، وعلى منصات الجنادرية العالمية نلتقي.