إذا رحلت «الشياطين» حضرت "الملائكة"
قضي الأمر ورحل مورينيو "غير مأسوف عليه" من تدريب مانشستر يونايتد، مصادقًا على حقيقة "ديسمبر" كشهر نحس عليه، ففيه أقيل من تدريب تشيلسي 2015، وفيه طرد من المان يونايتد 2018، والعنوان جملة تختصر فراغ رأسه من الشياطين الحُمر ودخول الملائكة البيضاء على الطريق لاستعادته من جديد!
فالبداية القوية التي ابتداها مع ألمان يونايتد تراجعت تدريجيًّا للوضع الذي رأيناه؛ سوء نتائج وتراجع مستويات ومشاكل داخل وخارج الأولدترافورد وتدهور علاقة مع الإدارة واللاعبين كبوجبا وأنتوني مارسيال وديفيد دي خيا...!
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير مباراة ليفربول الغريم اللدود بعد نجاح كلوب وجوقته في مقدمتهم محمد صلاح بصفد شياطين مورينيو والانتقام منه شخصيًّا؛ صلاح يحمل في عقله الباطن ذكريات سيئة مع البرتغالي الذي كاد يحرق موهبته بركنه على مقاعد احتياط البلوز وتطفيشه وانتقاله معارًا لفيورنتينا الإيطالي! وعدد من اللاعبين الذين غادروا أنديتهم من وراء معاملة المتعجرف؛ كشفاينشتايجر وكاسياس وراموس وبيبي ودايفيد لويز...، وعندما وصل الأمر للفرنسي بوجبا انقلبت الآية وغادر هو، يقول بوجبا: "لقد ظن أنه سيجعلني أضحوكة وسيقلب الجمهور ضدي، لقد عبث مع الشخص الخطأ"!
العلاقة المتوترة بين أي مدرب في العالم واللاعبين مؤشر فشل وهزائم متوقعة؛ لأن اللاعبين أدواته في الملعب، وإذا اختلت العلاقة فشل، وربما كانت محاولة من الشياطين للإطاحة بمورينيو! السبيشل ون يملك سجلاً فاخرًا فريدًا من البطولات والأرقام مع نخبة أندية العالم، لكن طريقته في التعامل متعجرفة لا تروق لكثير من اللاعبين وتتسبب في مصادمات!
غباء من مورينيو قبول تدريب مانشستر بعد رحيل فيرجسون الذي كون إمبراطورية بعقول الجماهير ويصعب إقناعهم بنتائج موازية! لحظة انفصال مورينيو عن الشياطين كانت مجرد مسألة وقت؛ فالطلاق العاطفي بين الطرفين كان واضحًا جدًّا، وبرأيي لا سحنة مورينيو ولا جيناته التدريبية مناسبة للإنجليز، أستطيع قراءة ذلك من كلماته عن تدريب بورتو: "كان أفضل فريق يتحول من الدفاع للهجوم، وأنهم كانوا يهاجمون كالكلاب المسعورة"! وتدريبه لمدريد عندما شعر بالفخر بالعمل مع بن زيمة ورونالدو، وأنه كان أفضل فريق يهاجم بشكل مباشر، ومن تدريبه للإنتر أفضل فريق يدافع بعهده، ولو استمر لساعات كان سيبقى محافظًا على شباكه!
كل هذا يعطي انطباعًا عن الصورة السيئة التي يحملها على اللاعبين وخروجه من معقل الشياطين الذي يدني منه حاليًا الملائكة البيضاء؛ فعلاقته رائعة مع العجوز بيريز الذي ينتظر سولاري على الزلة لإعادة المياه لمجاريها مع الحب الأول، أما الشياطين فأعتقد أن زيدان قريبًا سيروضها فنيًّا!