«بيتزي»
يناقض نفسه
بدأت تحضيرات منتخبنا الأخيرة للمشاركة في أمم آسيا بالإمارات أوائل الشهر المقبل، أستطيع قراءة وضع المنتخب مع بيتزي من زاويتين: إعلانه النهج الذي يريده: "الاستحواذ"، وخياراته "التشكيلة"! القائمة مفاجأة كخيارات لا كأسماء فقط فأي مغامرة يقودنا تجاهها الأرجنتيني؟!
الاستحواذ طريقة مثلها مثل اللعب المباشر والهجمة المرتدة بكرة القدم، له فوائده ـ مضاره وله شرعه ـ قانونه، إيجابياته ـ سلبياته كتطبيق على الواقع ومدى نجاحه يعتمد على "الأدوات" المستخدمة؛ يحتاج إلى لاعبين يمتلكون حلولاً فردية كثيرة وليس مجرد لاعب، معرفة متى استحوذ وكيف أستطيع إخراج المنافس من المناطق الدفاعية؟ والاستحواذ لا يعني تحقيق الأهداف فقد لا تستحوذ وتصل للمرمى بطرق مختلفة، أغلب الفرق التي اعتمدت هذه السياسة في كأس العالم غادرت وبقيت تلك التي تلعب بطريقة دفاعية ـ متحفظة ـ معقولة ولا تميل إلى امتلاك الكرة بشكل مبالغ فيه، ومن ضحاياه في المونديال ألمانيا، الأرجنتين وإسبانيا...! الاستحواذ لا يفيد من دون أهداف ـ انتصارات مع أنه كفلسفة نجح مع جوارديولا؛ لوجود أدوات مساعدة كأنيستا وتشافي.
بيتزي يتطلع إلى انتهاج الأسلوب الهجومي ومع ذلك خياراته أغلبها دفاعية باستدعاء سبعة مدافعين وظهير أيمن "محمد البريك" فلماذا اتجه لإعلان الهجوم ونيته الدفاع وهل يناقض نفسه؟! ولماذا فضل مهاجم الحزم محمد الصيعري و"طنش" مهاجم القادسية الشاب هارون كامارا على الرغم من قدراته الهجومية العالية وسبق ضمه من قبل؟! الصيعري خيار ممتاز كرابع الهدافين في الدوري بعد الأجانب ويفترض كامارا أن يكمل الخيارات الهجومية مع المولد الذي لا يعطي أداءً مبهراً مع الأخضر.
ما يقدمه بيتزي استكمال لما بناه مع الأخضر قبيل كأس العالم ـ أثناءه وبعده من عمل فني تراكمي وخبرة أكبر بالكرة الآسيوية ـ السعودية خاصة بالمباريات الرسمية ـ الوديات مع نخبة منتخبات العالم وخبرته المونديالية يفترض تفرق لمصلحته بالنتائج الإيجابية والتأهل! مجموعتنا ليست سهلة بل الأشرس لا تستطيع توقع المنتخب الصاعد إلى الدور التالي فكل الفرق تغيرت ـ تطورت فلا كوريا الشمالية الكومبارس المعتاد ولا منتخب الأرز المنتخب العادي ولا قطر هي قطر الآن.
أهدافنا الحالية ليست نفسها في المونديال، فالميدان القاري أهم ـ أصعب وأهمية أمم آسيا لمنتخبنا ككوبا أمريكا للأرجنتين والبرازيل...، والمطمئن بأن الخبرة القارية التي يمتلكها بيتزي في التعامل مع البطولات القارية تفرق لمصلحته يتضح ذلك من فوزه بنسخة 2016 مع تشيلي على الرغم من وجود منافسين أقوياء كالبرازيل والأرجنتين وأوروجواي...، وينتظر أن يتعامل بالجودة نفسها مع الأخضر بوجود منافسين شرسين كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.