إلغاء
الشتوية
حين بدأ نظام الاحتراف في السعودية عام 1992 كان عموده الفقري "انتقالات النجوم" التي بدأت على استحياء بسبب العرف الرياضي الذي كان يربط النجم بناديه، فكان الانتقال للمنافس خيانة عظمى لا يقدم عليها إلا عدد قليل من النجوم، في البدايات لم يكن هناك وكلاء أعمال يسعون جاهدين لنقل النجوم من ناد لآخر، ومع قدومهم تزايدت الانتقالات لدرجة أن بعض الأندية أصبحت تكدّس النجوم.
فحدد اتحاد الكرة حينها عدد النجوم المنتقلين لكل ناد، وتغيرت أوقات فترات الانتقال بما يحقق المصلحة العامة التي قد تتحقق مع "إلغاء الشتوية".
أعلم بأن العنوان سيلقى معارضة شديدة من وكلاء النجوم وبعض رؤساء الأندية التي ترى مصلحتها في زيادة فترات الانتقال، لدرجة يتمنون معها "فترة ربيعية" وأخرى "خريفية"، لكن المتابع لكرة القدم السعودية يعرف أن المشكلة الأولى فيها تتعلق بسوء التخطيط والهدر المالي على عقود نجوم لا يبذل النادي الجهد الاحترافي في اختيارهم، ولذلك تكون "الفترة الشتوية" فرصة للتصحيح باستقطاب النجوم الناجحين في الأندية الأقل قدرة مالية، فيغرونهم بالمال ويشوشون تركيزهم فيتضرر النادي والدوري بشكل عام ولا يوجد حل سوى "إلغاء الشتوية".
في بريميرليج يعاني مدربو أندية الوسط من امتداد فترة التسجيل شهراً كاملاً بعد بدء الدوري، فتتسلط الأندية الغنية على نجومهم وتربك خططهم التي اعتمدوها في معسكرات الصيف؛ لذلك طالب مدربو 13 ناديًا من أصل 20 بإغلاق فترة الانتقالات قبل بدء الدوري بيوم واحد، كما طالبوا بإلغاء الفترة الشتوية بحثاً عن الاستقرار الذي يفقدونه بسبب نشاط وكلاء أعمال النجوم من ناحية وسطوة الأندية الغنيّة من ناحية أخرى، ويبدو أن الحال هنا يشابه أحوال كرة القدم في كل مكان، إلا أن الهدر المالي أسوأ من غيرنا؛ ولذلك أتمنى "إلغاء الشتوية".
تغريدة tweet:
إذا وجدتم أن "إلغاء الشتوية" أمر صعب قد لا يتوافق مع أنظمة الاتحاد الدولي "فيفا"، فإن الحل قد يكون بتقنين عملية الانتقالات الشتوية بحيث يسمح للنادي فقط بعمليتي انتقال سواء كانت بالبيع أو التسجيل، وبذلك نضمن تقليص الهدر المالي عند حده الأدنى مع حماية الأندية التي تعمل باحتراف لاستقطاب أفضل النجوم بعقود احترافية يفسدها عليهم العاجزون عن العمل الاحترافي في الفترة الصيفية، وعلى منصات الاحتراف نلتقي،