2019-04-13 | 01:19 مقالات

صغارنا إلى أين؟

مشاركة الخبر      

في الساعة الأخيرة من دخول الفريق النصراوي الشاب مباراته أمام شقيقه الأهلي، يأتي خطاب من اتحاد كرة القدم بمنع ستة من لاعبي النصر المختارين لمنتخب الشباب من لعب المباراة التي على ضوئها يتحدد مصير البطولة بشكل كبير، اضطر مدرب النصر إلى الاستعانة بلاعبي درجة الناشئين لسد النقص.
سيناريو سبق وحدث في مباراة مصيرية قبل موسمين أو ثلاثة، بعد تلقي النصر خطابًا من لجنة الانضباط بإيقاف لاعب ناشئ أثناء تسخينه استعداداً للمباراة.
غيابات بالجملة للاعبي الأندية عن تدريبات منتخب تحت 23 و20 عامًا وتعطل المنتخبات السنية عن التدريبات، وشد وجذب بين الأندية والمنتخبات، الأول لاستمرار اللاعبين من عدمه، فالأندية ترى أنها وصلت لنهاية مشوار الموسم وقطف ثمار البطولة والمنتخبات تتطلع لاستعداد قوي قبل دخول معترك البطولات، وكل طرف له أسبابه المقنعة.
في دوري البراعم مازالت الأعمار مشكلة تؤرق المتابعين والمهتمين في ظل تجاوزات السن القانوني لبعض اللاعبين الذين يعتمد تسجيلهم في مكاتب الهيئة على بطاقة العائلة أو الإقامة للمواليد، ما يزيد التلاعب بصورة تبدو واضحة للعيان بأن هناك ضحكًا على الذقون من بعض الأندية.
كثير من مباريات الفئات السنية أصبحت حقل تجارب للحكام المبتدئين وتزداد المشكلة أن بعضهم تجده في الأسبوع الذي يليه حكمًا للساحة وكأن شيئًا لم يكن.
القنوات الرياضية لا تزال بعيدة كل البعد عن النقل التلفزيوني لمباريات الفئات السنية طوال الموسم عدا مباريات لا تعد على أصابع اليد الواحدة.
مباريات عدة تم تأخيرها لظروف عدم وجود سيارة الإسعاف دون حلول جذرية تقضي على التأجيل والتأخير في كل موسم.
أوقات حرجة ومرهقة تقام فيها المباريات خاصة في ذروة اشتداد الحرارة دون مراعاة لتلك الفئة ومدى تحملها اللعب في الظروف المناخية الصعبة، ما يفقدها المتابعة.
كل ذلك وغيره الكثير من معاناة ومصاعب تحل بالفئات السنية بدرجاتها الثلاث دون حلول جذرية يمكن على أثرها تلمس الطريق الصحيح لبناء قاعدة صلبة على أسس صحيحة، ما ينعكس سلبًا على واقع كرتنا السعودية ومدى صناعة جيل جديد، واللافت للنظر أن اتحاد كرة القدم لكل رئيس قادم رؤية شاملة للاهتمام بالقطاع، لكنها في الواقع تذهب أدراج الرياح برغم الاجتهادات التي تظهر بين فترة وأخرى، لكنها لا تتلمس الطريق، والواقع الذي لا بد أن نعترف به أننا لا نفكر في المستقبل، وإذا فكرنا لا نبني استراتيجيات ثابتة، وإذا بنينا لا ننفذها.