أساطير
اللعبة
الوفاء من شيم الرياضة والرياضيين أشاهده عندما تركز الكاميرا على رجل جاوز السبعين في المدرجات يكشف المعلق عن هويته فإذا هو نجم لعب في الستينيات مازال النادي يحترمه ويحجز له أفضل مقعد بالملعب متى رغب الحضور وإن كان من في الإدارة لم يعايش هذا النجم أيام عزه، في المقابل يحزنني أن أسمع عن نجم سعودي كبير لا يجد تذاكر له ولأولاده لحضور مباراة نهائية كان يقود فريقه فيها إلى منصات التتويج حين كان من "أساطير اللعبة".
في دبي عايشت مبادرة جميلة اسمها "عمالقة الطائرة" جمعت قدامى اللاعبين في الكرة الطائرة، فكان اللقاء حميماً مليئاً بالمشاعر الجياشة، حيث تكلم بعض الحضور مشيداً بالفكرة وشاكراً لمنفذها، بينما عجز البعض عن حبس دموعه حين التقى رفاق الدرب القديم بعد سنوات الغياب التي جاوزت ثلاثين عاماً لدى البعض، ووجدت من واجبي نقل الفكرة لوطني الذي أعشق ترابه وأراه أولى بالوفاء متطلعاً لخطوة أكثر تنظيماً نسميها "أساطير اللعبة".
أعلم أن لدينا "جمعية اللاعبين القدامى" لكرة القدم ولها جهود مشكورة تحتاج المزيد من الضوء الإعلامي، ولعلي أتمنى على الهيئة العامة للرياضة بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية وضع آلية واضحة لتحديد الأساطير في كل لعبة، إما بعدد مبارياتهم مع المنتخبات الوطنية أو الإنجازات التي حققوها أو غيرها، ثم يكلف كل اتحاد بتحديد يوم في العام يجمع هؤلاء النجوم الذين أفل نجمهم وتوارت شهرتهم مع حضور شخصية رسمية في بداية اللقاء تغادر مع انتهاء الرسميات لتفتح المجال للحوارات الحميمية واسترجاع الذكريات الجميلة بين "أساطير اللعبة".
تغريدة tweet:
أعلم أنني كتبت كثيراً عن "الوفاء والولاء" ليقيني أن وسطنا الرياضي يحتاج التذكير بالمبادئ الرياضية الجميلة التي يؤمن به بعض القائمين على الاتحادات والأندية فيقدمون مبادرات جميلة نتمنى تأصيلها بشكل مؤسساتي يضمن استمرارها مهما تغيرت القيادات، وأملي كبير بالرجل الرياضي المهذب الأمير "عبد العزيز بن تركي الفيصل" ليضع هذا المقترح حيز التنفيذ، مع يقين صادق بأن في المنظمة الرياضية من هو قادر على صياغتها بشكل أفضل مع ضرورة البعد عن الرسميات قدر المستطاع لضمان استمرار البعد الرياضي والإنساني للفكرة التي ستترك أثراً إيجابياً على "أساطير اللعبة" بجميع الألعاب بإذن الله، وعلى منصات الوفاء نلتقي.