دوري
ثمان نجوم
بقيت جولة واحدة فقط ويُحسم اللقب ولو أن الأمور اتضحت بالنسبة لي وأصبح التتويج مسألة وقت. فالنصر ظهر أمام الحزم بشخصية بطل الدوري الذي لا يتأثر بالضغوط ولا تهزه المباريات الحاسمة. لو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى المباريات الحاسمة التي خاضها النصر هذا الموسم لوجدناه قادراً على العودة وخطف النتيجة مهما تغيرت مجريات المباراة.
إذا أردنا معرفة شخصية النصر فعلينا استحضار مباراة الدور الأول مع الهلال وكيف عاد بعد أن كان متأخراً بهدفين، لو خسر النصر تلك المباراة لحسم الهلال الدوري مبكراً. كثيرة هي المباريات التي عاد فيها النصر وخطف النقاط بسبب رغبته الجامحة في تحقيق اللقب.
عكس الهلال الذي حصلت له فرص بالجملة للقضاء على النصر ولكنه تعثر وتلعثم وغرق في مستنقعات لا تغرق فيها أصغر الفرق. الهلال من أضاع الدوري بتعادلات وخسائر لا تليق بتاريخه. الهلال صعّب الأمور على نفسه فأصبحت مبارياته مخاضاً طويلاً يحبس الأنفاس. جزء من إرهاق الهلال يعود لمعاناته في كل مباراة. في الوقت الذي كان النصر يفوز بسهولة وراحة، الهلال كان ينزف بغزارة بعد كل معركة.
أتمنى أن يستمر تنافس الهلال والنصر أعواماً عديدة وأزمنة مديدة لأنه تنافس مثير له طعم ونكهة مختلفة. أتمنى أن تستمر تجربة الأجانب الثمانية فقد حوّلت الدوري إلى عرض مبهر خطف الأنظار حتى من دوريات أوروبا. شاهدنا مفاجآت بالجملة. جرعة المتعة التي حصلنا عليها تجعلنا نرغب في تكرار التجربة بل نطمع في مبادرات أخرى ملهمة. لا نستطيع العودة لدوري عادي بعد أن تعودنا على دوري ثمان نجوم فقد أدمنا الإثارة.
لم يكن الموسم هلال ونصر فقط بل ظهرت على السطح عدة أندية يمكن أن تسبب صداعاً نصفياً وربما كلياً للتاريخ الذي تعود على أسماء متكررة. فوز التعاون بكأس الملك وتحوله لفريق مرعب نهاية الموسم يجعلنا نتفاءل بموسم ملتهب عندما نلتقي بعد الصيف. إذا بدأ التعاون الموسم القادم كما ختم هذا الموسم فسيكون منافساً شرساً على بطولة الدوري. هذا الموسم أيضاً شهد عودة جزئية للشباب. فقط بحاجة لأجانب مؤثرين ويعود شباب بداية التسعينات ليزاحم الهلال والنصر على قمة الكرة السعودية. الفيصلي والوحدة ظهرا بشكل مميز. أما الأهلي والاتحاد فبحاجة لعمل طويل وشاق في الصيف فمؤلم مشاهدة الاتحاد يصارع للنجاة من الهبوط ومحبط وضع الأهلي هذا الموسم.