عندما
يُقهر الكبار
الموسم السيئ لا ينقص من شموخ الكبار! الكبير كبير وإن تسلقت على ظهره الأقزام، متسلقو جدران الزمان والظروف كُثر لكن لا شيء يغير من الحقيقة ولا أحد يعبث بالتاريخ! عندما تبدأ الموسم بشكل سيئ لا تراهن على أي شيء بالنهاية! موسم صعب وكارثي عاشه مدريد هذا العام موسم قهر!
ومثلما هناك قهر رجال هناك قهر كبار وقهر ريال! القهر، كسرة ظهر وخيبة أمل لمن تعوّد على البطولات، زيدان قاد مدريد لجوقة أرقام قياسية وبطولات، خروجه منه بعد أن بنى صرحاً لا يهدم هدمه بيريز ببضع شهور مع سولاري ولوبتيجي..! عودته من جديد ليست إلا حباً وعشقاً وإخلاصاً للفريق الذي ارتبط به لاعباً ومدرباً وعاشقاً وملهماً لكن كثرة التدخلات بعمله تعصف بكل شيء وربما الحب أيضاً! لا أحد يقبل التدخل بعمله ولا التوصية من أحد فكيف بمدرب جيناته “عربية”، العربي لا يقبل المساس بكرامته وعزة نفسه! إنها مسألة قناعات يا سادة وقناعات الرجل “رأس ماله”! للصبر حدود وإن كان الصبر على أذى المحبوب أقسى أنواع الصبر، لأنه صبر على ما يحب لا على ما يكره! وزيدان متشبع بحب مدريد يقول: “إنه قراري وخياري الأمر واضح وضوح الماء”! مدريد لم يحقق هذا العام أي بطولة للمرة الأولى منذ أيام كارلوا أنشيلوتي 2015م!
“الكثير يصنع التاريخ ويرحل لا أحد يبقى طويلاً علينا التفكير بالعام المقبل وبتقديم موسم جيد، الموسم انتهى الوضع سيتغير بعد العسر يأتي الفرج”! كلمات زيدان، بعد قهر “كيكي” ريال بيتيس وقبله جرأة مدرب “أياكس” بإقصاء مدريد عن بطولته المفضلة التي يتزعمها بـ13 لقباً وهو حامل لقبها! عندما أتحدث عن قهر الكبار فلا أكثر من مدريد زعيماً للأبطال والليجا 33 لقباً! فإذا رأيت كبيراً يُقهر فاستعذ بالله من قهر الكبار، لأنه يسوغ لمن هم أدنى الرقص على أنقاضه بجرأة شديدة جداً وللشافعي رأي: لا تأسفن على غدر الزمان، رقصت على جثث الأسود كلاب! لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها، تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب!
صراع زيدان مع الصبر إلى أين؟! لموسم نجاح جديد يبدأ من الدقيقة الأولى بالغربلة والتصحيح وإضافة العنصر المناسب بالمكان المناسب: صلاح، مبابي، هازارد، بوجبا..؟! أم بثغرة يلج منها أندريا أنيللي بإقناعه تدريب يوفينتوس خاصة وأن فيه عصاه السحرية وبعضاً من حريته المقيدة مع بيريز!؟