2019-06-02 | 00:24 مقالات

«فار» إفريقيا

مشاركة الخبر      

انتهت مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا بطريقة استثنائية بعدما آثر الوداد البيضاوي المغربي الانسحاب على القبول بإلغاء هدفه الصحيح، مانحًا الترجي التونسي لقب البطل، وزاهدًا في البطولة القارية المؤهلة إلى كأس العالم للأندية في حال إقامتها نهاية العام الجاري.
جاء انسحاب الوداد البيضاوي بعدما أعلن منظمو المباراة في تونس، أن عودة الحكم إلى تقنية الفيديو مستحيلة بسبب عدم وجود قطعة مهمة في نظام الـ “فار” من شأن غيابها شل حركة هذه التقنية تمامًا، وقطع نفعها عن العالمين في مشرق الأرض ومغربها، ومع أن “فار” لا يحمل أكثر من اللقطات التلفزيونية المتوفرة للمشاهدين في منازلهم، لكنَّ نقص القطعة “المنكوبة” جعل الحكم يتمسَّك بمشاهدة لقطة الهدف القضية عن طريق الشاشة المخصصة لعطوفته في الملعب!.
ويبدو أن مسؤولي وأنصار الوداد البيضاوي أعرضوا عن هذه التقنية بعد حادثة تونس، بعدما أصبحوا على يقين بأنها أداة لا علاقة لها بميزان العدالة، وأنها وسيلة يمكن توجيهها بحسب أهواء البشر ونزواتهم، خاصة أن التأكد من صحة الهدف لم يكن في حاجة إلى نزول عشرات المسؤولين إلى أرض الملعب، وتعطيل زمن المباراة إلى اليوم التالي، مع توفر أكثر من لقطة تلفزيونية يمكن الاستعانة بها من مصدر النقل التلفزيوني المزوِّد للبث المباشر ولقطات الـ “فار”!.
الحجج التي ساقها التوانسة بشأن القطعة “المنكوبة” ساهمت في إثارة لاعبي الفريق المغربي بطريقة يصعب معها السيطرة على ردة فعلهم، ومنها أن اتفاقًا تم على بدء المباراة دون تقنية الفيديو، في انتظار وصول “القطعة” تمهيدًا لأن يعمل الـ “فار” في أي لحظة، ويملأ الملعب عدلًا وسلامًا، ويبدو أن المغاربة أدركوا بعد الهدف “القضية”، أن “القطعة” المنتظرة لن تأتي حتى لو استعجلت محركات لوكهيد في صيانتها!.
ما حدث في تونس برهن على أن العرب أضافوا إلى أدوات “اللف والدوران” أداة جديدة بوجود تقنية “فار”، حتى بات التعامل مع هذه التقنية يعتمد على طريقة “وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”، خاصة أن الأجواء داخل غرفة الفيديو توحي دائمًا بأن القطعة “المنكوبة” ليست حاضرة، وأنها عرضة للغياب أو التغييب، بدليل عدم توجيه الحكم لمراجعة الشاشة في لقطات لا تقبل الجدل، وكأن الطاقم الموجود في غرفة “فار” ينتظر تركيب “القطعة” المفقودة بحسب رياح المباراة ونوع السفن السابحة في محيطها!.