الإنترنت والمفردة المشبوهة "تواصُل"!
بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: "محاضرات الحائزين على جائزة نوبل للأدب 1958ـ 1999". ترجمة عبدالودود العمراني. مقتطفات اليوم من محاضرة "غونتر غراس"، على أمل أن نلتقي بأصوات "نوبليّة" أخرى في أسابيع مقبلة بإذن الله:
ـ أدوات الكاتب.. عناصر الكتابة:
"ما الذي جعلك تصبح كاتبًا؟" القُدرة على الحلم طويلًا بأعين مفتوحة، مهنة التّوْرِيَة واللعب بالكلمات عمومًا، الإدمان على الكذب لمجرّد الكذب وليس للمصلحة لأنّ الالتزام بالحقيقة مُمِلّ،..، الموهبة كانت بالتأكيد أحد العناصر!.
ـ ملاءمة ما لا يلتئم:
كانت العداوات، ولاسيّما عداوات الأقارب، ملائمة دائمًا للحكاية!.
ـ لماذا يُحارَب الفن؟!:
يكفي في غالب الأحيان تلميح أدبي إلى الفكرة القائلة إن الحقيقة متعدّدة الأطراف، أي لا وجود لشيء مثل الحقيقة الواحدة، بل هناك حقائق متعدّدة، كي يشعر المدافعون عن حقيقة معيّنة بالخطر المُداهِم، الخطر القاتل!.
ـ شغف:
أستطيع أن أنهمك في القراءة حتى إن كنتُ تحت ناقوس مدوٍّ!.
ـ الأدب.. انتصار الهزيمة:
لدى الخاسرين أشياء كثيرة ليقولوها، لكن لا منبر ليخطبوا منه. عندما يُعطي الكُتّاب للخاسرين حق إبداء الرأي فإنهم يُسائلون النصر، وعندما يختلطون بهم فإنهم يلتحقون بصفوفهم!.
ـ مساقط رؤوس:
كل كاتب ينتمي لعصره مهما اشتكى وتأفّف من كونه وُلِدَ مُبكّرًا أو متأخّرًا!.
ـ المفردة المشبوهة "تواصُل":
أوَليس الأرجح أنّ الأدب بصدد التراجع والخروج من الحياة العامّة وأن الكُتّاب الشّبّان يستخدمون الإنترنت ساحة ألعاب؟ إنه طريق مسدود تُعطيه بعض الهالة المُفردة المشبوهة "تواصُل"!.
ـ الأدباء وبوصلة الرّماد:
كانت الرّيبة والشّكّ بوصلتنا الثابتة، وكل تدرّجات اللون الرّمادي هدية موهوبة لنا!.
ـ القصص باقية:
حتى إذا توقّف الناس يومًا عن الكتابة والنّشر أو أُجبروا على التّوقّف، وإذا لم تبق الكتب متوافرة، سيكون هناك دومًا قصّاصون يُقدّمون لنا التّنفّس الاصطناعي من فم إلى أُذُن، ويغزلون الحكايات القديمة بطُرق جديدة: بصوت جهوري وخافت، متقطّع ومتوقّف، قريب أحيانًا من الضحك وأحيانًا على شفا الدّمع!.
ـ يضيع نعم، يُنسى لا:
إن ما ضاع عنّا لا يدخل بالضرورة طيّ النسيان، وإنه يُمكن إحياؤه في كل عظمته وتفاهته بواسطة فنّ الأدب!.