«موجة المواليد» حاجة أم حسد؟!
قرار السماح للمواليد باللعب في الدوري السعودي للمحترفين كشف النقاب عن المواهب المدفونة التي تحتاجها كرتنا السعودية، التي تعاني أصلاً من الندرة ببعض المواقع على الخريطة الوطنية الكروية، أسماء عدة مثلت المنتخب الفترة الماضية من المواليد منها الجيد والعادي كهارون كمارا وأحمد أشرف وعلي النمر وعبدالفتاح آدم.. كمارا بهاتريك الصين أفضلها!
من جهة فإن المواليد وتحديدًا من أصل “إفريقي” الأفضل بدنيًّا وجسمانيًّا وتحمل من اللاعب المحلي، يكفي أن الكثير منهم نزح للبلدان المجاورة واستفادوا منها مع منتخباتهم رغم أنهم من مواليد السعودية كالمعز علي سعودي الميلاد سوداني الجنسية، ضمن فريق منتخب قطر بكأس آسيا 2019 سجل 9 أهداف، رقم قياسي ببطولة واحدة، وعموري مع الإمارات..
الميركاتو الصيفي المواليد هم من أشعل فتيله عبدالفتاح آدم من التعاون للنصر وكمارا من القادسية للاتحاد، رغم السباق الرباعي من الاتحاد النصر الأهلي والهلال على اللاعبين، إلا أن “الأصفرين” طارا بالصفقتين في النهاية.. اختطاف اللاعبين كمارا/ آدم سواء بالمزايدات أو بطرق أخرى تدخل بها الطابور الخامس لتحويل الصفقة، يظهر حقيقة أن الهلال لا يهوى “المزايدات” وثقافة من يدفع أكثر يتركها لغيره، فاللاعب “عادي”، وإن كان أفضل الموجودين لكنه لم يستطع إنقاذ القادسية من الهبوط ولم يحرز إلا 7 أهداف و3 صناعة.. مثل هذه الملايين التي تهدر على لاعب مواليد لا يتفوق كثيرًا عن المحلي الأولى بها تدفع لأجنبي كفْء يستفاد منه، فلاعب المواليد لا يلعب آسيويًّا و”احتياط”، وهي وجهة نظر عقلانية بعيدًا عن اعتبارات الحاجة أو “الحسد”.. الاتحاد عوًض فشله بضم آدم ونقص خياراته الهجومية بعد إيقاف فهد المولد بكمارا بثمن مبالغ فيه، ذكاء اللاعب جعله يختار الاتحاد هربًا من النصر الذي يملك حمد الله وآدم والاتحاد كان مصرًّا على كمارا منذ الميركاتو الشتوي والقادسية رفض..
مثل هذه المبالغات بأثمان المواليد تقع ضمن قائمة الهدر المالي ولو اتجهت إدارات الأندية للاستفادة من المواهب المحلية الشابة أعطتها الفرصة و”صبرت” عليها ستجني الكثير بالقليل، أتمنى أن يكون وجود كمارا وآدم وغيرهما مع الأندية الكبيرة عاملاً إيجابيًّا يصب في مصلحة اللاعب وناديه والمنتخب الذي يحتاج هؤلاء لدعم صفوفه ببعض المراكز متى ما حافظوا على مستوياتهم وطوروها للأفضل.