«زيرو»
يجمع صلاح بميسي
أبارك لمنتخب الجزائر بطل أمم إفريقيا 2019 الفوز الذي جاء بعد “عمر بحالو” 29 عامًا، أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل.. أعترف أني كنت ممن استبعدوا الجزائر من رأس قائمة الترشيح رغم أنه منتخب مونديالي ويلعب له رياض محرز نجم الدوري الإنجليزي/ ومانشيستر سيتي، لكن الترشيحات كانت لمصر والمغرب وتونس ثم الجزائر.
مصر لم تنسجم هرمونيًّا مع “أغيري” ولم يتجانس أفرادها مع “صلاح”، رغم أنه لاعب من طراز فريد يملك شخصية احترافية وتنافسية غير عادية، لكنه لا يزال يدفع ضريبة نجوميته مع المنتخب بالإسقاط عليه فوزًا وخسارة، وهذا هو تعامل الجماهير مع “النجم” تعامل “حدي” لا وسطية فيه, فإما يرفعونه لسابع سماء أو يخسفونه لسابع أرض.. ومثلما يدير الحظ ظهره لميسي مع الأرجنتين يفعل ذلك مع صلاح، رغم النجومية والتأثير الإيجابي مع أنديتهم والجوائز الفردية “الشخصية” والجماعية معهما، إلا أنهما “زيرو” مع المنتخب.. فهناك عوامل أساسية تلعب دورًا بالتأثير على اللاعب “كالضغوط” الجماهيرية والإعلامية وتحميله المسؤولية كاملة ومطالبته بالبطولات بلعبة جماعية، و”زملائه بالمنتخب”، ففي الوقت الذي يجد الدعم والمساندة وقرب المستوى والانسجام والتجانس الذهني والبدني والنفسي يعاني مع المنتخب، و”غيرة الزملاء” تلعب دورًا محوريًّا آخر سلبيًّا على اللاعب، “طريقة المدربين”، فمدرب النادي يختلف عن مدرب المنتخب والكيمياء الإيجابية تتحقق هنا وتختفى هناك.. لماذا تفوق لاعب السيتي محرز مع بلاده وأخفق صلاح وماني مع المنتخب؟! رغم تحقيقهما دوري أبطال أوروبا وصلاح تحديدًا أفضل من محرز فنيًّا ومهاريًّا وبدنيًّا وبالأرقام والألقاب الفردية!؟ محرز وجد المجموعة التي تضيف له تساعده وتسانده وتدعم عمله كنجم مؤثر مع ناديه، حقق الرباعية الإنجليزية الدوري الممتاز وكأس الاتحاد وكأس رابطة المحترفين والدرع الخيرية، رغم أن ليفربول لديه كأس السوبر مع البلوز وكأس العالم للأندية بقطر.. الألقاب الجماعية الكبرى تلعب دورًا محوريًّا بتتويج اللاعبين بالجوائز الفردية؛ ومحرز يستحق الفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي 2019، مع الجزائر التي أعادت للكرة العربية هيبتها وحفظت ماء وجهها بعد خروج مصر والمغرب من الدور الـ16، رغم استحواذ السنغال الجزائر تفوقت بالضربة القاضية، محاربو الصحراء كانوا محاربين في الميدان يعملون عمل رجل واحد بهدف واحد بقيادة جمال بلماضي الملتزم انضباطيًّا، صاحب التكتيك الهجومي والكرة الممتعة والروح القتالية مستفيدًا من تجاربه السابقة في أوروبا والخليج.