الهلال رعاية وهدر
صبه احقنه
بعد أن أخفق الهلال في موسمه المنصرم “الصفري”، الذي خرج منه يجر أذيال الخيبة تلو الأخرى، بدءًا من البطولات المحلية “الدوري والكأس”، مرورًا بالبطولة العربية، وانتهاءً بالسوبر السعودي المصري، عادت الإدارة الجديدة لتحقق بطولة الرعايات بالتوقيع مع العديد من الشركات، وقد وصف الإعلام الأزرق ذلك، بالعمل الكبير لإدارة ابن نافل، في حين كانت اليد الطولى لإدارة الأمير محمد بن فيصل في تلك العقود عبر المفاوضات، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الإدارة السابقة قوبلت بالجحود من قِبل هلاليين كثر، وهو ما كان محل استغراب!
القضية ليس بالرعايات، وإن شهدنا قبل مواسم عدة حكاية شبيهة في البيت الهلالي، تقول إن حجم الرعايات التي أبرمها الهلال آنذاك، كانت الأكبر بين الأندية، وستؤمِّنه ماليًّا لسنوات عدة، لكنَّ ذلك لم يحدث في الواقع، وكان بمنزلة “بروباجندا” زرقاء، واليوم يعاد السيناريو لكن بطريقة خطرة، فالرعايات المبرمة، تقابلها خسائر متوقعة، تكمن في استنزاف مالي متوقع جرَّاء صفقات فاشلة، سيكون أثرها على تلك الرعايات، وكأن بحال الهلالي يردد المثل الشعبي: “صبه احقنه”!
يقول الخبر الأول إن سوريانو، اللاعب الإسباني المتعاقد مع الهلال منتصف الموسم المنصرم لمدة عام ونصف العام، طالب بقيمة بقية العام الجاري “15 مليون ريال” بعد إلغاء عقده، أما الخبر الثاني فما زال في أدراج “فيفا” ينتظر تنفيذه من الإدارة الهلالية حول حقوق الكرواتي زوران بقيمة 30 مليون ريال، فيما يتناول الخبر الثالث اللاعب الأسترالي ديجينيك، وتكفَّل ناديه الحالي ريد ستار الصربي بدفع راتب سنوي للاعب 400 ألف يورو فقط، أما الباقي فسيدفعه النادي السعودي، بحسب صحيفة غربية، علمًا أن راتبه السنوي مليون ونصف المليون يورو!
أما أم الكوارث التي لم ينكشف المستور عنها، فتكمن في الـ 170 مليونًا التي أقرَّها رئيس الهلال آنذاك سامي الجابر، إذ يكتنفها الغموض فيما يخض آلية صرفها وإنفاقها!
إذًا الواقع يقول إن الهدر المالي لا يتسق ولا يتواءم مع الرؤية المقبلة لهيئة الرياضة، وإطلاقها مشروع “استراتيجية دعم الأندية” فالمبالغ المهدرة تؤكد أننا في حاجة ماسة إلى إعلان تحذيري صريح من الهيئة بعدم مس المبالغ المباشرة المخصصة “50 مليون ريال” لتسديد مثل تلك المبالغ، أما إذا كانت الهيئة ستتكفل بذلك، فالله المستعان!