رمتني بدائها وانسلت
نغصت إصابة النجمين حمدالله وسلطان الغنام مع استهلال النصر محافظته على اللقب في مشواره الافتتاحي لدوري كأس محمد بن سلمان أمام القادم ضمك قبل خوض لقائه الصعب في دور الثمانية الآسيوي الإثنين المقبل أمام السد.
وأصبحت مشاركتهما متعلقة بمدى قدرتهما على الاستجابة للجلسات العلاجية حتى يوم غد من إعلان فيتوريا أسماء المشاركين في المباراة في ظل غيابات قسرية سابقة لنجومه عمر هوساوي ويحيى الشهري وعبد العزيز الجبرين.
المؤلم في إصابة حمدالله والغنام ليس الإصابة بعينها فهي قضاء وقدر ولكن حالة التشفي من إعلاميين وجماهير وصلت إلى الدعاء على اللاعبين بصورة يندى لها الجبين وهنا لن أنساق مع تلك الجماهير التي تسممت بأفكار وعبارات الكراهية وتغذت من سيل التحريض لكن أن تأتي من أقلام وإعلام فهذا أمر يؤكد أننا أمام انفلات لابد من بتره قبل أن يستشري!
قد يقول قائل إن مثل هذا الأمر ليس بجديد فالنصر بتاريخه ونجومه وجماهيره تعرض لأقسى أنواع عبارات الاستفزاز والتهكم والازدراء والعنصرية المقيتة التي نشرت في صحفهم طوال عقود من الزمن ـــ وكنت آنذاك شاهدًا على العصرـــ دون أن يطالهم مقص الضمير الذي بدواخلهم أولًا أو مقص الرقيب آنذاك الذي كان مهادنًا ومتهاونًا مع كثير من التجاوزات بدافع الميول والعلاقات لكن هذه الحقبة ليس مكان مغذي الكراهية ومصدري الضغينة.
اتحاد الإعلام الرياضي يقوم بجهد كبير في هذا الإطار ويمارس دوره في تجفيف منابع التعصب ممن هم على شاكلة المحرضين ودعاة الكراهية لكن مثل هؤلاء لن يردعهم سوى التشهير بهم وعلى أخطائهم ليكفوا أذاهم ويكونوا عبرة لمن لا يعتبر، فاللغة المقيتة والمبتذلة التي كان يستخدمها أصحابها في عقود مضت أثناء تسيدهم المشهد الإعلامي عبر المنابر الصحفية لا يفترض أن تستمر بذاءتهم حتى الآن عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية.
خالد الدلاك الذي سبق أن ترأس القسم الرياضي في الجزيرة لأعوام غرد مطالبًا بإلزام أي شخص يظهر للإعلام بأداء القسم بهذا النص "أقسم بالله العظيم أن أصون شرف المهنة وأحافظ على أمانة الكلمه ولا أبخس أي لاعب أو فريق حقه وأن لا أشوه الحقائق وأنقل الوقائع كما هي دون تحريف أو تدليس وأن لا أسعى إلى الشقاق وأترك الكذب والنفاق".
وسألت نفسي ليت هذه التغريدة كانت حاضرة منذ أيامك يا خالد فقد استوقفني المثل الشائع رمتني بدائها وانسلت!