المَطْلَع!
ـ أكتب، لا أكاد أكمل الجملة إلا وعدت للضغط على مربع x ومسحت الحروف!.
ـ الجمل الإنشائية قاتلة بِسُمّ الملل، والإبقاء عليها بحجّة أنّ الأمر سيتحسّن فيما بعد لا يقود إلّا إلى زيادة في التسطيح وخُلُوّ الفكرة من وهجها الذي كانت عليه في الذّهن قبل البدء في كتابتها!.
ـ الكتابة استرسال، والاسترسال يعني وجود جذر وأصل ترجع إليه بقيّة الكلمات، تستقوي به وتنشط، بل وتستحي من نفسها إنْ هي جاءتْ بهِمّة أقلّ أو حيويّة يمكن وصفها بالرّخوة متى ما قُورِنَتْ بالمطلع!.
ـ جميل ومُبهر وصف أول بيت في القصيدة بـ “المطلع”!. وأظنّه ينطبق على كل كتابة!. يا للعبقرية في هذه الكلمة: المطلع!.
ـ المطلع يعني أنّ من الواجب والمفترض والطبيعي أن “نطلع” أكثر، أن نصعد إلى فوق بجسارة، وأن يكون الآتي أجمل وأطيب و”أعلى” شأنًا!.
ـ ولإثبات جديّة الرّهان، ولضمان أكبر قدر ممكن من فُرص النجاح، يجب أن يكون “المطلع” شائقًا وشاهقًا. بذلك فقط يمكن لنا القياس على أنفسنا!.
ـ لا معنى حقيقي لنصيحة “نافس نفسك.. تجاوز نفسك.. تفوّقْ عليك” في غياب المطلع كأساس وقياس!.
ـ لكن عددًا من الكتّاب، تحديدًا من محبّي وهواة الكتابة الجُدد، يعانون من هذه المشكلة، التي هي موجودة وتصادف أحيانًا حتى الكاتب الخبير المتمرّس. فما هو الحل؟!.
ـ رأيي وما أظن “والحديث موجّه تحديدًا للمواهب الشابّة ولي طبعًا”: التفكير بأنّ المطلع حقيقة ليس هو ما سوف يُقرأ فيما بعد على أنّه أول الكلام!. أو أنّ هذا المطلع المقروء أول القصيدة أو الكتابة عمومًا، هو مطلع القارئ لا مطلع الكاتب!.
ـ مطلع الكاتب، ليس بالضرورة مطلع الكتابة!. مطلع الكاتب هو أوّل ما يخطّه!، جملته الأولى، التي سيفكّر فيما بعد أين يكون موضعها من الكتابة، حسبما يراه ملائمًا!.
ـ قد تكون الفكرة جيّدة، جديدة وطريّة، لكنها ومهما كانت كذلك، فهي تحتاج إلى جملة نَشِطَة ومُحفّزة يبني الكاتب عليها بعد ذلك صبّ الفكرة!. وفي الغالب فإنه وعلى قدْر ما تبعث هذه الجملة من انتشاء في قلب كاتبها يكون المُنجز عُرْضةً للتوفيق أكثر!.
ـ الحمد لله، لم يعد الموضوع المحذوف بزر الـ x مهمًّا الآن، يمكنني تأجيله إلى حين الوقوع على جملة نشطة. ها قد انتهيت من كتابة موضوع آخر لم يكن محسوبًا حسابه!.