الفرج
وعطيف
في كرة القدم نجوم يختصرون الوقت والمسافة ويصنعون بتمريرة واحدة ما يتطلب عدة تمريرات من غيرهم، وقد حفظ لنا التاريخ أسماء نجوم في الماضي يملكون هذه الموهبة مثل "يوسف الثنيان ـ الهلال" أو "يوسف خميس ـ النصر" أو "محمد نور ـ الاتحاد" أو "خالد مسعد ـ الأهلي"، وقد اخترت لكم من كل نادٍ جماهيري نجمًا من باب العدالة، لكن هذه النوعية من النجوم أصبحت نادرة اليوم، وبرأيي أن أفضل نجمين في ملاعبنا اليوم "الفرج وعطيف".
"سلمان الفرج" وزميله "عبد الله عطيف" منحهما الله موهبة رؤية الملعب وكأنهما في المدرج، ولذلك يرسلون الكرة لزوايا غير متوقعة تجد فيها زميلًا كان يركض من مسافة بعيدة فيجد الكرة أمامه في المساحة الخالية، والكرة السعودية بشكل عام ومنتخبنا الوطني على وجه الخصوص يحتاجون للموهوبين بالفطرة لأنهم قادرون على صناعة الفارق، وربما لا أبالغ إذا قلت إن إصابة "الفرج" كانت سببًا رئيسًا لتعثر منتخبنا في آسيا، لأنه يحتاج "الفرج وعطيف".
أكتب اليوم عن النجمين الكبيرين بعد الهجوم القاسي الذي تعرض له "الفرج" العائد من إصابة أبعدته طويلًا عن الملاعب، في حين تعاود الإصابة "عطيف" حينًا بعد حين فيتأثر مستواه بتكرار الغياب، لكن بعض الجماهير لا ترحم، فتقسو على النجم رغم محبتها له، فيشعر بالظلم حين لا يجد من يدافع عنه، ولهذا الشعور السلبي انعكاسات سلبية على مسيرة النجوم التي تتأثر بصيحات الجماهير وتغريداتهم وتعليقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، فينخفض مستوى الموهوبين، وتخسر الكرة السعودية جزءًا من متعتها إذا خسرنا تلك العملة النادرة، المتمثلة في الموهوبين بالفطرة القادرين على صناعة الفارق مثل "الفرج وعطيف".
تغريدة Tweet:
في الزمن الجميل الزاخر بالنجوم المبدعين المذهلين كانت الجماهير تعبّر عن رأيها خلال المباريات فقط، بينما اليوم أصبح النجم الموهوب يتعرض للحصار طوال ساعات اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أذهلني وأحزنني سيل السباب الذي يتعرض له بعض النجوم عبر حساباتهم الخاصة في "تويتر" و"إنستجرام" لدرجة تجعل الحكيم حيران، كيف لمشجع محب للنادي ونجومه أن يكتب تلك العبارات عن نجم يرتدي قميص النادي ويساهم في انتصاراته؟ لست أبحث هنا عن إجابة، ولكنني أقول للجماهير رفقًا بالنجوم النادرة من أجل الكرة السعودية أولًا، وعلى منصات الإبداع نلتقي.