2019-09-06 | 22:50 مقالات

هيرفي.. سأقف معك

مشاركة الخبر      

الحديث المتفق عليه عند التعاقد مع مدربي الأندية وقدومهم المطالبة في منحهم الفرصة عدة مباريات لكشف قدرات لاعبيه ومن ثم استيعاب فلسفة المدرب التكتيكية وانسجامهم وبطبيعة الحال يأخذ المدرب وقتاً لكل ذلك حتى يخرج لنا بفريق يمكن القول إنه صاحب هوية وشخصية داخل الملعب تتضح من خلاله بصمات المدرب.
يفترض تطابق هذه الحالة مع مدرب المنتخب هيرفي رينارد والذي يملك سجلاً حافلاً وبالأخص في تدريب المنتخبات حقق خلالها بطولتي إفريقيا لمنتخبي زامبيا وكوت ديفوار ــ ساحل العاج ــ وأعاد منتخب المغرب للتوهج في المونديال بعد غياب عقدين مع رؤيتنا لمدربي الأندية عند قدومهم ونيلهم الفرصة تلو الفرصة ليقدم لنا منتخباً قوياً بعيداً عن الضغوطات التي لا طائل منها فكل الذي قضاه حتى الآن لم يتجاوز الأسبوعين منذ مراقبة الدوري السعودي خلال جولتين فقط وأربعة تمارين خاض بعدها أولى المباريات التجريبية ويوم الثلاثاء القادم سيكون في مواجهة أول مباراة رسمية ما يعني أننا أمام مدرب مازال يتلمس أولى خطواته مع المنتخب ومن المبكر جدا الحكم على اختياراته أو طريقته أو حتى نتيجة اللقاء المقبل سلباً وإيجاباً، فالأيام التي قضاها معنا ومع لاعبيه لا تسمح لنا سوى المتابعة والترقب، فهل من الحكمة الخروج بانطباعات سلبية لما قدمه في ظرف المدة الزمنية التي أشرف عليها حتى لو افترضنا أنه تابع وراقب مباريات المنتخب خلال المدة الماضية وشاهد أداء وتحركات اللاعبين؟ إلا أن ذلك ليس مبرراً لتقديم أحكام مسبقة حول تصوره الذهني ومعرفته ببعض اللاعبين، كون ذلك يختلف جذرياً عن التعامل مع الأدوات داخل الملعب، ولذلك فالمباريات المقبلة لا يفترض أن نمارس فيها سياط النقد دون أن نمنحه الوقت الكافي لأن يقدم لنا منتخباً بارعاً يخدم الكرة السعودية لأعوام مقبلة، ولن يتأتى ذلك إلا بمزيد من المباريات والمتابعة والتغيير حتى يصل للعناصر القادرة على حمل لواء المنتخب.
المزاج العام للشارع الرياضي عند التعاقد مع المدرب هيرفي رينارد سادته حالة رضا عام حتى عند اختياراته للتشكيلة وفق مشاهدته ومساعديه للجولتين، ما يتطلب دعم رؤية المدرب حتى تنضج معالم اختياراته وهو ما يجب إدراكه من بعض المتذمرين في ظل سيرته الإيجابية وقدرته على خلق توليفة من عناصر الخبرة والشباب بعيداً عن التشكيك والتأويل ولا يعنيني في ذلك تشكيلة المنتخب سواء اللاعب من النصر أو الهلال أو الأهلي أو الاتحاد.