2019-10-05 | 21:26 مقالات

الشواية

مشاركة الخبر      

طغت أخبار الانسحابات المتوالية من سباق ماراثون قطر ضمن بطولة العالم لألعاب القوى، على اهتمامات الصحافة العالمية، بعدما فضلت نحو 28 عداءة مغادرة السباق خوفاً من مضاعفات الإجهاد بسبب درجات الحرارة ونسب الرطوبة المرتفعة.
وباتت المنافسات المقامة في الدوحة موضوعاً رئيساً لوكالات الأنباء ومحطات التلفزيون العالمية، وسط مشهد تجوال عربات الإسعاف لنقل اللاعبات المنهكات إلى المستشفى، ما قاد صحفاً بريطانية إلى وصف الطقس في قطر بـ"الجحيم" قبل أن تشبهه بـ"فرن البيتزا"، في صورة تعكس مدى الاستياء العالمي من مكان البطولة وتوقيتها.
صرفت قطر في البطولة مئات الملايين من أجل تلميع سمعتها، غير أن إنفاق المال لا يعني بالضرورة نجاح المنافسات ونيل ثناء الضيوف، إذ توالت المصاعب بدءاً من الطقس الحار وتأخير انطلاق بعض السباقات إلى منتصف الليل للمرة الأولى في التاريخ الحديث، ومروراً بالعزوف الجماهيري عن متابعة الألعاب، ومشاهد المدرجات الخاوية التي تحولت معها الملاعب إلى ما يشبه بيوت الأشباح.
حال بطولة ألعاب القوى أصاب الاتحاد الدولي لكرة القدم بالذعر، خاصة أن مشاهد سقوط اللاعبين على الأرض توحي بأن زوار قطر من الرياضيين والجماهير في كأس العالم 2022 سيواجهون المصير نفسه، فضلاً عن احتمال تعرض البطولة إلى عزوف جماهيري بسبب عدم قدرة المشجعين القادمين من أوروبا وأمريكا على التأقلم مع لهيب "الشواية" الكبيرة، حتى إن وفرت الدوحة الآلاف من صهاريج البيرة الباردة لسقاية المشجعين الأوروبيين الذين مات بعضهم الصيف الماضي، بعدما وصلت حرارة الطقس نهاراً إلى 35 درجة في فرنسا وألمانيا.
ولو كان يعلم الرأس الكبيرة في قطر، أن هذه البطولة ستصبح مخيماً لرعاية المصابين بضيق التنفس وضربات الشمس، لما دفع المال من تحت الطاولة للفوز بشرف التنظيم، ولما اقترب من الترشح حفاظاً على عنصر المفاجأة في كأس العالم 2022 من خلال وضع الـ"فيفا" والجماهير دون سابق إنذار داخل "الشواية"، غير أن ما حدث فتح على الدوحة أبواباً يصعب إغلاقها إلا بعد انتهاء المونديال.
الأدهى والأمر أن ضيوف قطر من الإسرائيليين، كانوا أول من بدأ بنقل الصورة البشعة في بطولة العالم لألعاب القوى، بعدما انسحبت مواطنتهم من سباق الماراثون وتم نقلها إلى المستشفى، ومع أن عشرات المراسلين القادمين من الدولة العبرية كانوا يثنون على الكرم القطري، إلا أن هذا لم يمنعهم من التجول في الشوارع والميادين، ورد التحية لتميم ومعاونيه، ولكن على الطريقة اليهودية المعتادة.